سارا القرني
انتهى موسم حج 1445هـ وكله خير، إذ أدّى ضيوف الرحمن مناسكهم بهدوء وطمأنينة.. رغم الأجواء الساخنة جداً، ورغم التحديات الكبيرة التي انبرت لها جميع الأجهزة الحكومية ببراعة، وبسرعة استجابة تكاد تكون مستحيلة في ظلّ كل المعطيات الموجودة.
تحديات تتالى.. ونجاحات تتحقق، وبلغة الأرقام فإنّ المملكة العربية السعودية تكسر حاجز التوقعات إلى مدى يُعجز العقول ويُخرس الألسن، فها هم ضيوف الرحمن وقد جاوزوا 1833000 حاج وحاجة من 200 دولة.. يشرف عليهم أكثر من 100 ألف كادر من وزارة الحج، ويتنقلون عبر أكثر من 6000 رحلة إضافة إلى أكثر من 2500 نقل ترددي للحرم المكي، ووفرت المملكة لهم 2 مليوني بطاقة نسك التي تُعدّ فكرة عبقرية لتسهيل تنقل الحجاج ومعرفة معلوماتهم وقت الحاجة، هذا كله جعل من طواف الإفاضة -في اليوم الأول فقط- طوافاً سهلاً لأكثر من 850 ألف حاج وحاجة!
وتسجل المملكة خلال موسم الحج رقماً مرتفعاً في كل الخدمات، إذ نفذت المملكة أكثر عمليات قسطرة في العالم خلال يوم واحد، وأجرت خلال الموسم 5 عمليات قلب مفتوح، وإجراء أكثر من 180 عملية غسيل كلوي، وعمليات مناظير، وأكثر من 90 عملية جراحية، عدا عن تسجيل حالات الولادة، فكيف يمكن أن تحقق المملكة هذه الأرقام خلال وقت قصير جداً.. إذا لم تكن هنالك خدمات جبارة جاهزة للاستجابة السريعة والفورية، أكثر من 20 مستشفى بمساندة أكثر من 140 مركزاً صحياً باستيعاب يفوق 4500 سرير منها أكثر من 1000 سرير مخصصة للعناية المركزة بإشراف 25 ألف ممارس صحي!
في المقابل.. ارتفعت أصوات النشاز لتنال من إمكانات المملكة والاستنقاص من إنجازاتها، بين فبركة مقاطع فيديو فيها الكثير من الكذب البيّن، وتغريدات مكررة بنفس الصيغة والأسلوب لمعرفات وهمية وذباب إلكتروني لا يعبد سوى الدرهم والدينار، ولا يعرفون من الدين والعروبة سوى اسمها!
ونحن لا نحتاج إلى اعتراف من أحد.. ولا امتنان، لأننا نبغي فيما نفعله وجه الله، إذ لا تجارة سوى رضا الله من خلال خدمة ضيوفه، وعلى الرغم من ذلك انبرى من كل دولة عقلاؤها ليكذبوا النصاب.. ويفضحوا المدلس، وليقيموا الحجة على كلّ من نبح، فتتبع هذا كله تصريحات الجهات الرسمية لتلك الدول.. وتقول كلمة الحق وتشرع في محاسبة كلّ الكيانات الوهمية والأشخاص المدلسين!
نجاح الحج توفيق من الله، وفشل الأزمة المختلقة توفيق من الله ثمّ مواجهة ناجحة لها من قبل الأجهزة الحكومية وبتلاحم الشعب السعودي.. تلاحماً لم ينقطع منذ اللحظة الأولى وحتى الآن، ابيضّت لهُ وجوهٌ وسيئت منه وجوه، والله لا يحبّ الظالمين!