رمضان جريدي العنزي
أنا أحب البرامج الإنسانية التي تبث على وسائل التواصل الاجتماعي، أتابعها وأهتم بها وأتفاعل معها، لكونها مشاهد حقيقية تنبثق من واقع حياة الشعوب، كثيرا من المرات أضعف أمام هذه المشاهد، وتنهار عاطفتي، وقوتي تتحول إلى وهن، وأصبح كئيبا لفترة من الوقت، ويشوب روحي الحزن والأسى، أنا أحب الإنسان ايا كان هذا الإنسان، وأينما وجد، لذا تراني أسارع الخطى لمشاهدة هذه البرامج المؤثرة، وأتشبث دائما بفكرة واحدة وهي أن الإنسان لا بد أن يكون مقدرا، وأن يعامل بإنسانية فائقة لأنه إنسان، عاشق أنا لهذه البرامج الواقعية، وإن تصيبني بنوع من التوتر والقلق.
إن أعظم قيم الإنسان هو شعوره بالآخر، وتفاعله معه، إن القيم مصدر من مصادر الخير الذي لا ينضب، لأنها صفات جوهرية كامنة مرتبطة بالوجود والفعل، ولا يمكن رؤيتها إلا من خلال ترجمتها إلى أفعال، وبما أن الأفعال الخيرية والإنسانية لا يمكن تحقيقها كاملة، إلا أن اعتناقها والتفاعل معها، تمنح معنى للحياة، وتبني ممارسة إنسانية فريدة، إن المشاركة الإنسانية تعني القدرة على التعبير وإن كان رمزيا، في خضم برامج الهرج والمرج والتفاهات والبذاءات، والتي تصيب بالتقيؤ والغثيان، أشاهد هذه البرامج التي تهتم بالإنسان صاحب الحاجة والهم والغم والفاقة والظروف الاجتماعية الأخرى، نعم أتألم، لكن هذا الألم يعلمني دروسا كبيرة، إذا اطلعت على ألم الآخرين الأشد قسوة، حتى أن المؤشر الدقيق الذي لدي أراه قائما بدقة تامة، يجعلني قادرا على كتابة قصة سردية مغايرة لها أبواب وفصول ومحــاور وعناصر، إن الاهتمام بالبرامج الإنسانية والتركيز عليها أفضل بكثير من الاهتمام ببرامج التفاهة والبذاءة، الأمر يتطلب وعيا قائما على القيم، وسط الأصوات النشاز الخارجة من أفواه فارغة، وجائعة للعبث، مما ينشط رحلتنا في الحياة نحو تعايش إنساني ممتع وراق، عنوانه الإنسانية والإنسان.