علياء بنت خميس الزهراني
تلفتني العظمة في الأشخاص الذين يمتد خيرهم لأبعد من أنفسهم ورغباتهم الخاصة، وعلى قائمة مشاغلهم أكثرُ مما يتعلق بدائرة الحياة اليومية من شؤونهم، يمرون على القلوبِ بلطفٍ ويربتون دون تكلف، ويحترفون معرفة حدودهم في تقديم الدعم والمعونة النفسية لحدود معينة وفي سياق محدد، في أي حيز يقعون فيه لهم نفعٌ لافت، وأثر صيب، تراه يأتي بطبق شهي صغير فتنال منه كباد رطبة لم تكن في الحسبان ببركة محيرة، أو ينطق بجملة عفوية تلهم حائراً مشتتاً فتكون بصيرة لصلاح حاله، ويلقي غير ذي بال برواية خير تقع في ذات متأهبة فيغير دون عنوة، ويزجي أفعالاً نابعة من أصالة النية الطيبة فيبلغ قصدها آفاقاً ممتدة، في همته اتساع لبلوغ الرضا يفسح العطاء، فلا تغضنه مكاره ما قد يجد من طبائع البشر في التبدل أو النكران، ولا يثنيه تعرض الحياة له بالكدر أو التمنع عن سمو غاياته، لأن الكبار من النفوس تحمل نفائس القيم وجواهر الأدب، وتنمو وتتسع في ظلال رحابة الإحسان الذي يؤوي صاحبه ويكافئه على الصبر بالأجر والشكر وزيادة الفضل.