سلطان مصلح مسلط الحارثي
كان لبرنامج استقطاب اللاعبين، الذي تم استحداثه قبل بداية الموسم الماضي، وقام باستقطاب العديد من اللاعبين الأجانب والنجوم الكبار، أثر كبير في تطور الدوري السعودي، بارتفاع المستوى الفني، حتى أصبح دوري روشن السعودي متابعا من قبل عدة قنوات ومواقع عالمية، وهذا يحسب للقائمين على البرنامج الذي تميز بإيجابيات كثيرة، إلا أن هذه الإيجابيات خالطها سلبيات يجب أن يتم تفاديها ليصل العمل لذروته.
ولعل أهم سلبية تم ملاحظتها على البرنامج، وتحديداً هذا الموسم، هو تأخرهم في منح الضوء الأخضر لأندية روشن، للتفاوض والتعاقد مع اللاعبين والمدربين، ومعرفة ميزانية كل نادٍ، وهذا لا شك أنه خلل كبير، وقع ضرره على الأندية، وتحديداً الأندية المتوسطة والأندية الصاعدة، التي ستعاني كثيراً من هذا التأخير، كما أن من سلبيات البرنامج ما صرح به رئيسه الأستاذ سعد اللذيذ، الذي أكد أن النادي المشارك خارجياً لا يُفضل على غيره، وقد نتفق مع اللذيذ في حال كانت المشاركات خليجية وعربية وآسيوية، فكرة القدم السعودية تتفوق على هذه الدول بشكل كبير، والنادي الذي يمثلنا في أي من تلك البطولات، لا يحتاج لدعم آخر، كونه يملك الأدوات التي تساعده في تحقيق أهدافه سواء إقليمياً أو قارياً، ولكن المشاركة في كأس العالم للأندية مختلفة تماماً، خاصة كأس العالم القادمة، فهي تجمع «صفوة» أندية العالم، والتي تتهيأ لهذه البطولة من الآن، فهذا ريال مدريد يعقد أولى صفقاته مع المهاجم العالمي إمبابي، ويبحث عن لاعبين آخرين، كما تفعل بقية الأندية، التي تحاول تعزيز صفوفها قبل أن تخوض غمار كأس العالم للأندية 2025 بنسخته الجديدة.
ولذلك لن يكون بمقدور ممثلنا تحقيق أهدافه في هذه البطولة الكبيرة ما لم يُدعم بشكل خاص، مثل ما دُعم فريق الاتحاد في كأس العالم السابقة، والتي مُنح فيها لاعبين كباراً من أمثال بنزيما وكانتي وفابينهو، وهو ما كنا نطالب به، وهذا هو العمل الصحيح، رغم أن كأس العالم السابقة كانت مختصرة، وعبارة عن ثمانية فرق، أما كأس العالم القادمة 2025، والتي ستقام في منتصف شهر يونيو في أمريكا، فسوف تكون نسخة مختلفة، وبنظام جديد، حيث يشارك 32 فريقاً عالمياً، وتقام على مدار شهر كامل، وفق نظام المجموعات، بمشاركة صفوة أندية العالم، مثل ريال مدريد ومان سيتي وبرشلونة وبايرن ميونخ وتشيلسي وباريس سان جيرمان وفلامنغو وغيرها من الأندية الكبيرة التي تضم بين صفوفها نجوم العالم، وهذا ما سوف يصعّب من مهمة «ممثل الوطن» فريق الهلال، ما لم يُدعم من قبل الجهات الرياضية سواء وزارة الرياضة أو اتحاد كرة القدم أو رابطة دوري المحترفين وبرنامج استقطاب اللاعبين، والتي يفترض أن تدعم ممثلها، وتوفر له سبل النجاح، فالهلال لا يمثل نفسه فقط، إنما يمثل وطنا وقارة، ومشاركته العالمية ستنعكس «إيجاباً أو سلباً» على «سمعة» الرياضة السعودية، فإن نجح الهلال في تقديم نفسه بصورة فنية جميلة، وحقق نتائج ايجابية، وتأهل لأدوار متقدمة، سينعكس هذا الأمر بالضرورة على متابعي كرة القدم في العالم، وسنلوي أعناق عشاق كرة القدم العالمية نحو رياضتنا، بعد أن قمنا باستقطاب نجوم العالم للدوري السعودي، وسيعرف وقتها العالم أن كرة القدم السعودية تطورت كثيراً، وهي تسير في الطريق الصحيح، لتبدأ مرحلة مقارعة كبار العالم في كرة القدم.
أما إن كانت مشاركته غير جيدة، فهذا بالتأكيد سينعكس سلبياً على نظرة المتابعين في العالم نحو كرة القدم السعودية، لذلك ننادي كـ»محبين وعشاق للرياضة السعودية» بدعم ممثلنا في هذا المحفل العالمي.
وبناء على ما سبق، ولأن الأمر يتعلق بـ«سمعة» الرياضة السعودية، فإن جميع الهيئات الرياضية في المملكة، يفترض أن تكون مسؤولة عن هذه المشاركة، التي لو مثلنا فيها فريق آخر غير الهلال، لطالبنا بدعمه من أجل رياضتنا وسمعتها التي ستكون على المحك، فما هو المطلوب من الجهات الرياضية لدينا لدعم الهلال؟
تحت السطر
- ستعاني الكثير من الأندية خلال الموسم القادم لعدم تبكيرها في التعاقدات سواء مع لاعبين أو مدربين، إلا أن هذا الأمر خارج عن إرادتها، طالما لم تصلها ميزانيتها المحددة من قبل برنامج استقطاب اللاعبين.
- فريق القادسية يعمل بصمت وحكمة وبُعد نظر، يملك المال بعد أن استحوذت عليه شركة أرامكو، ويملك الفكر النيّر، بعد أن تابعت لقاء لرئيسه الشاب بدر الرزيزاء، وكان يتحدث بثقة، وفكر متقد، وعدم الاستعجال في العمل، ويبدو أن القادسية سيكون له شأن في كرة القدم السعودية خلال المواسم القادمة.
- تقترب الفرق من العودة للتدريبات، والاستعداد للموسم القادم، وما زلنا ننتظر جدولة الدوري، التي ظهرت في معظم بلدان العالم، بينما تعيش لجنة المسابقات في رابطة دوري المحترفين السعودية في سبات عميق!