د.عبدالعزيز الجار الله
إطلاق مشروع المسح الجغرافي لمشروعات الطاقة المتجددة في المملكة، يوم الاثنين 24 يونيو 2024 بحضور سمو الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز، وزير الطاقة، هي من البشائر الواعدة للمشروعات الاقتصادية والاستثمارية الجديدة للمملكة، وهي يمكن أن تكون شكلا آخر من أشكال: اكتشافات النفط في المملكة في أوائل الأربعينات من القرن الميلادي الماضي 1939 - 1940م بالكميات الاقتصادية، واكتشاف الغاز بالكميات التجارية الكبيرة تحت رمال الجافورة في العشرينات من القرن الحالي 2020 . كذلك مشروع المسح الجغرافي لمشروعات الطاقة المتجددة في المملكة، الذي أطلق يوم الاثنين 24 يونيو 2024: لتركيب 1200 محطة لرصد الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح في جميع مناطق المملكة، مسح أكثر من (850) ألف كيلومتر مربع، بعد استثناء المناطق المأهولة بالسكان، ومناطق الكثبان الرملية. يمكن أن تكون الطاقة المتجددة البوابة الواسعة للدخول في مرحلة جديدة من الاقتصاد والاستثمار المستقبلي لمرحلة ما بعد النفط.
و في الحوار الذي أعقب إطلاق المسح الجغرافي الذي جمعنا - عدد من الإعلاميين - مع سمو وزير الطاقة أثناء توقيع المسح الجغرافي بمقر وزارة الطاقة كان الأمير عبدالعزيز بن سلمان يحاول أن يقرّبنا إلى فضاء وأفق رحب وهي تجاوز صدوع وفواصل غير مرئية تفصل ما بين واقعين المملكة قبل رؤية 2030، والمملكة بعد الرؤية، واكتشاف السعودية من جديد من خلال الرؤية والطاقة المتجددة، الأمير عبدالعزيز بن سلمان وهذا ما أعتقده أنه يرى المملكة في كل بنيتها الجيولوجية والجغرافية أنها طاقة، وطاقة متجددة، وأن جميع ما حولنا هو طاقة.
إذا عدنا إلى البنية الجيولوجية للمملكة نجدها وفقا للتصنيف الجيولوجي تتكون من (6) أقاليم جيولوجية هي:
- إقليم الدرع العربي.
- إقليم الرصيف العربي.
- إقليم الحرات(المرتفعات الغربية).
- إقليم البحر الأحمر.
- إقليم الكثبان الرملية.
- إقليم السباخ.
والطاقة المتجددة هي: الطاقة الشمسية، طاقة الرياح، الطاقة الحرارية الأرضية. الطاقة الكهرومائية، الطاقة البحرية، الطاقة الأحيائية، أما الطاقات غير المتجددة فهي النفط والغاز.
إذن نحن في هذه المرحلة نعيد اكتشاف أرضنا واكتشاف إمكانات بيئتنا الطبيعية، وقدرتنا على استثمار طاقاتنا المتجددة وغير المتجددة، فالدرع العربي: مصدر المعادن وتشكيلة الأودية الهادرة وطاقة الرياح والأمطار والزراعة الموسمية.
إقليم الرصيف العربي مصدر المياه الجوفية والطبقات الحاملة للمياه، والطاقة الشمسية والرياح، وآبار واحتياطات النفط والغاز، والواحات الزراعية. إقليم الحرات (المرتفعات الغربية) غنية بالمعادن والزراعة وطاقة الرياح والأمطار .
إقليم البحر الأحمر لم يكتشف بعد، طاقة عالية بالرياح والغاز والثروات السمكية، والمياه المحلاة والكهرباء والسياحة والخلجان والشعاب المرجانية والموانئ والتجارة الدولية .
إقليم الكثبان الرملية طاقة متجددة للرياح والشمس، والمعادن، ومخازن لطبقات المياه والنفط والغاز.
أما إقليم السباخ التي تتركز قرب الخليج العربي وباقي مناطق المملكة طاقة للمعادن والمياه والزراعة، وغابة من الأشجار والطاقة النظيفة لكنها لم تكتشف ولم تستغل حتى الآن.