عثمان بن حمد أباالخيل
من باب المحبة والصداقة، من باب الميانة، وباب الإخوة، وباب المعرفة، وباب الزمالة، وباب الجيرة وباب الأدب، وباب العون والمساعدة، من باب حسن الظن، أبواب كثيرة في تفاصيل حياة الإنسان، البعض يستخدمها بحسن نية والبعض الآخر لا أهداف شخصية.
الناس مختلفون في ألوانهم وأشكالهم وألسنتهم، وهذه سنة من سنن الله، وهم مختلفون في النيات فلا يعلم ما في القلوب إلا علام الغيوب. المواقف بين الناس تظهر كيفية التعامل مع الأبواب التي يفتحونها ومدي تأثيرها اللحظي والمستقبلي، سواء أكان إيجابيا أم سلبيا.
حياتنا الاجتماعية ممتلئة بالتناقضات التي يصعب تصديقها ويصعب معها ردم تلك الفجوات التي تحدث بين الناس وتنغص عليهم حياتهم وتبعدهم بعضهم عن البعض.
نحتاج إلى التروي والتمعن في علاقاتنا مع الآخرين وإعادة هندستها وترك الباب موارباً فنحن بشر ولسنا معصومين من الخطأ.
«شعرة معاوية» يضرب بها المثل في التعامل مع الناس ومداراتهم وأخذهم بالحكمة والحنكة المقولة هي: (لو أن بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت، كانوا إذا مدّوها أرخيتها، وإذا أرخوها مددتها).
في المقابل أغلق الباب الذي يؤذيك ويسبب لك المتاعب، ولا تدخل من الباب الذي أغلق في وجهك، هناك وللأسف هناك أناس يتمادون في تخطي الخطوط الحمراء الذي وضعها الإنسان لنفسه، هذا التمادي يخلق فجوة أساسها من باب الميانة وغيره من الأبواب.
أبدًا لن تتوقف الحياة حين تغلق الباب الذي يزعجك. نحن بشر في أعماق كل إنسان عواطف مختلفة من الحب والكره، الرضا والغضب، الإعجاب والاحتقار والإعجاب والولاء والإخلاص ومجموعة من أخرى من العواطف التي تحدد موقف كل إنسان من الطرف الآخر سواء أكان موقفاً إيجابياً أو موقفاً سلبياً هذا الموقف بمثابة درس يضيف لنا الكثير تجاه الآخرين ودليل على كيفية التعامل مع الأبواب.
مقولة : من باب، في الحياة ليس هناك أغلى وأعز من سمعة الإنسان من جميع النواحي، فسمعة الإنسان هي الصِّيت ما يسمع عن شخص من ذِكر حسن أو سيّء، تقويم عام لما يتمتّع به الشخص من إيجابيّات أو سلبيات. إذا تشوهت سمعة الإنسان تشوهت حياته لكن الإنسان ذا الصيت الحسن لا يمكن أن يُشوه مثل الذهب الأصلي الذي لا يتأثر بالهواء أو الحرارة أو الرطوبة، ابدً اغلق الباب ولا تتردد وطبق المثل الشعبي: (الباب اللي يجيك منه ريح سده واستريح).
التدخل في شؤون الآخرين وخصوصياتهم هو سلوك لا أخلاقي منتشر في المجتمع بقصد تصيد أخطاء الآخرين وهذا مرده حين تترك الباب مفتوحا ولا تضع حدً لأولئك المتسللين لحياتك، وهذا من باب كيفما يرونه وحسب اختيارهم من أي الأبواب يدخلون.
شخصيا هناك بعض الأبواب مفتوحة للداخلين المرحب بهم وهناك أبواب مغلقة، فهل لديكم ما لدي أم هي مفتوحة للجميع أم مغلقة أم هي حسب المواقف (الباب الذي يغلق في وجهك عمداً، اياك أن تطرقه ثانياً)
- نجيب محفوظ