عبدالعزيز بن سعود المتعب
لم يكن فصل الصيف هو موسم الإجازات والسفر كما هو عليه الحال الآن، بل كان فصل اجتماع الناس -حاضرة وبادية- لما لا يقل عن ثلاثة أشهر حيث يجتمع البدو الرُحَّل بالحضر المقيمين بالقرى وتسمى هذه الفترة بمقطان البادية الآبار، حيث تنقطع بمشيئة الله الأمطار عن الهطول وتجف المراعي إلى حين يقول الشاعر عبدالله بن سبيّل - رحمه الله:
سقوى إلى جت نقضة الجزو بالصيف
وأبعد ثرى نقعه وكنّت مزونه
وجتنا جرايرهم تدق المشاريف
والعد لو هو بالفضا يشحنونه
(وتسعين ليله) جانب العد ماشيف
ولا للشديد مطرِّيٍ يذكرونه
ويقول الشاعر الأمير عبدالله الفيصل - رحمه الله:
يا هوى البال خوفي من (سموم) الرياض
ما ترفّق بخدٍ ما يطيق النسيم
وجنةٍ اختلط فيها حَمَار وبياض
من نظرها تولّع لوه توّه فطيم
ويقول الشاعر الكويتي طلال السعيد:
حان وقت السفر والعين عيّت تنام
ول بالصيف كم فرّق حبيب وحبيب
ويقول الشاعر مساعد الرشيدي -رحمه الله:
عذب السجايا وعوده بأول (الكنّه)
متى تزين السوالف وآخذ علومه
ولم يقتصر الأمر على الشعر الشعبي بل ان الشواهد من الشعر الفصيح لا تحصى ومنها قول الشاعر إيليا أبوماضي:
ما أُحيلى الصيف ما أكرمه
ملأ الدنيا رخاء ورفاها
عندما ردّ إلى الأرض الصّبا
ردّ أحلامي التي الدهر طواها
ويقول الشاعر نزار قباني:
في أيام الصيف أتمدد على رمال الشاطئ وأمارس هواية التفكير بك.. لو أنني أقول للبحر ما أشعر به نحوك لترك شواطئه، أصدافه، وأسماكه، وتبعني.
وتقول القاصّة والروائية والشاعرة السورية غادة السمان:
في الصيف أحببتك، حين كانت النجوم تهبط إلى البحر لتستحم وحين كانت النزهة على سطح القمر أمراً مألوفاً.