إيمان الدبيّان
أكاد أجزم بأننا من أكثر الدول عالمياً تطوراً في التقنية والخدمات الإلكترونية المقدمة بل قد نكون المتفردين والمتميزين دولياً بدءا من تطبيق (ابشر وخدماته العظيمة، وتوكلنا ومميزاته الفريدة، وصحتي وتسهيلاته الجزيلة، ..إلخ.) ونهاية بتطبيقات المطاعم وتطبيقات التوصيل التي تجاوزت فانوس علاء الدين استجابة، وسابقت زقزقة عصافير الجوع سرعة؛ ولكنها في بعض واقعها تصدم طالبها أكثر من الاصطدامات التي تسببها دراجات التوصيل في مختلف شوارع مدننا السعودية.
أما كيف يكون الواقع صادما؟! فهذه بسيطة فقط انظر إلى بعض هذه الدراجات وأنت في إحدى الإشارات أو يباريك أحدها في الدخول عليك من جميع المسارات أو عندما يقف بك السير بسبب حوادث هذه الآلات.
أقول فقط انظر إلى صناديقها التي يظن أنها صفراء أو حمراء وربما زرقاء أو خضراء فأصبحت دهماء من تحت زيوت وأتربة سوداء تغطيها تماما كتغطية وجه السائق وأسلوب التوصيل غير اللائق في هذه الصناديق البلاستيكية أو الحديدية تحت حرارة جو خمسينية وأشعة شمس حرارية.
ثم تأمل حال الرغيف المسكين، أو طبق السلطة الثمين، وربما حلويات بدأ سكرها يذوب فلا تحتاج لقطعها إلى سكين، خاصة عندما يجوب السائقون الشوارع، فترى الصندوق وكأنه مقلاة مخصصة لتقليب الطعام وكل ما فيها يتقلب بوجه تام.
أتمنى أن يُنظر إلى واقع دراجات التوصيل وسائقيها فالهدف من استخدامها كان رائعاً لتخفيف الزحام وتقديم الخدمة بسرعة واهتمام؛ ولكن أرى أنه من المهم متابعة حالها وتطوير خدماتها وتدريب السائقين على قواعد القيادة العامة وتغليظ عقوبة التجاوزات والتشديد على نظافة تلك الدراجات النارية شكلاً ومضموناً قائداً ودراجة.
كثيرة هي ومريحة فكرتها، ومزعجة حالتها، ومقلقة تجاوزاتها، تنطلق بجوارك كسرب خفافيش طائرة أو طيور جارحة تخشى معاندتها وتخاف الاستسلام لتهورها وتتردد في الطلب من الأماكن التي تتعامل معها بسبب نظافة من يحملها وصحة صندوق يحتضنها فشكل الصندوق غير مريح وهيئة بعض الحاملين لها غير صحيح.
بعضهم مازال يتعامل نقدا فيمسك النقود بيده وذات اليد يمسك بها أكياس الطعام لطالبها وهي نفس أصابع اليد التي يفتح فيها التطبيقات ليصل إلى صاحبها وبالتأكيد لن تكون غير اليد التي يُصافح بها يد الدراجات، أين اشتراطات التعقيم؟! فالسلامة ليست فقط بالخوذات وإنما بالمعقمات وارتداء قفازات صحية عند تسليم الطلبات.
معظمنا يحتاج إلى من يوصل له الطلبات من مطاعم ومقاهٍ ومحلات ولكننا نتمنى أن تكون أكثر تطوراً وأجود أماناً حفاظاً على الطالب والسائق وكل من هو في الشارع عابر.