رقية نبيل عبيد
عنصرية قوم أوروبا وأمريكا جميعاً ضدنا، نحن العرب والسود والهنود والصينيين، ينعتوننا بالهمج بالمتأخرين بالزمرة وبالإرهابيين!
حدث ذلك وأنا أعيد مشاهدة حلقات متفرِّقة من مسلسل الثمانينات الشهير sienfild، واكتشفت أن المسلسل معجون بالعنصرية ضد كل ما هو «ليس أمريكياً» الصينيون واليابانيون والآسيويون عمومًا، سمر البشرة وبيضها، وبالطبع العرب جميعهم! ثم تكررت هذه الحادثة المنفردة وانتبهت فجأة أن الصينيين غالبًا ما يصورون بلهًا ذوي ذكاء خارق لكن بشخصيات خرقاء ناكرة للجميل ومستعدة للخيانة عند أول بادرة تشجيع، ولا حاجة بالطبع إلى ذكر صورتنا التي دأبوا على إظهارنا بها طوال عقود من الزمان.
أتساءل دائمًا: ماذا كان ليحدث لو لم تكن اليابان قد أطلقت إمبراطوريتها الأنيمية الضخمة، كانت ستكون الصورة التي رسمتها لها الأفلام الأمريكية هي الصورة الوحيدة المعروفة عنها هي التي تصورهم رجال أعمال ناجحين منعدمي الضمائر والذين تخلو قلوبهم من الرحمة، ما كنا لنعرف شيئًا عن عادات اليابان وبيوتهم وشوارعهم وموسيقاهم وصراعهم مع الماضي والكفاح المر الذي خاضوه حتى يصلوا للقمة المتربعين عليها حاليًا، تخيل الكون بدون أفلام جيبلي، أو من دون الأنمي على اختلاف قصصه وشخصياته وعوالمه؟!
إن الصور التي يتم رسمها في أفلام هوليوود دائمًا ما تعمل على تتفيه الثقافات المغايرة للثقافة الأمريكية، تقزيمها وتسطيحها حتى لتُختصر شعوب كاملة بكفاحها وقصصها ولونها في شخصيات تافهة شريرة لا تستحق أن تعيش! بالطبع عدا اليهود فاليهود شعب الله في أرضه، الشعب الوحيد الذي عانى وأوذي من قبل الشرير هتلر، الشعب الوحيد الذي يتحلى بالمرح والصدق ويجري في عروقه الحب والرومانسية، من حسن الحظ أن وجوههم تمت تعريتها حاليًا كأقذر أناس عاشوا يومًا على ظهر هذه البسيطة! قالها يومًا أحد أشهر مخرجي هوليوود «يمكنك أن تجد العربي الإرهابي أو الصيني المخادع أو الأسود القذر لكنك لن تجد قط يهوديًا في أي من هذه الشخصيات»، بعد هذه العبارة لم أتعجب قط لدى رؤيتي لكل شركات الإنتاج السينمائي الشهيرة من اختراع وجيوب صهاينة، وأنا التي كنت أزدري ديزني وحدها!
فقط تخيلوا لو أننا صنعنا صورتنا الحقيقية ونشرناها ودخلت كل بيوت العالم وسافرت لأقاصي الأرض ورأونا كما نحن حقيقة، حسن.. هكذا تفعل غزة اليوم نيابة عن جميعنا.