خالد بن حمد المالك
لاحظنا خلال الأيام الماضية أن رئيس وزراء إسرائيل يعنِّف الإدارة الأمريكية على ما يقول إنها تتباطأ في تزويد إسرائيل بقنابل مدمّرة لاستخدامها في حربها في رفح، وكرَّر ذلك في أكثر من خطاب، ما فهمه البيت الأبيض على أنه تدخل غير مقبول في مسار الانتخابات الرئاسية القادمة، فضلاً عن أنه تدخل في الشؤون الداخلية للولايات المتحدة الأمريكية.
* *
أمريكا لم تتعامل بالمثل، بل أكدت أن العلاقات مع إسرائيل تحتفظ بقوتها، وأن إمداد إسرائيل بالسلاح سوف يستمر، ويتضاعف إذا ما دخلت إسرائيل في حرب مع حزب الله في لبنان، ما يجعلني أرى أن إسرائيل تبدو وكأنها أكبر من أمريكا، وأن أمريكا أضعف من أن تتعامل معها بما يناسب التعامل الفج من إسرائيل، خاصة وأن إسرائيل لولا أمريكا لما كان لها وجود على الخارطة.
* *
زبدة الكلام أن إسرائيل تستغل التنافس بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، بضربهما مع بعض، مستغلة نفوذ اليهود سياسياً ومالياً وإعلامياً في أمريكا لجعل أمريكا لا تخرج عن طاعة النزق الإسرائيلي المذل لواشنطن، وهو ما نراه الآن، حيث يحجم الرئيس الأمريكي عن الرد على تبجح رئيس وزراء إسرائيل وتطاوله على أقوى دول العالم، بل ويصل إلى نتنياهو - حسب قوله- ما يؤكد له ضمان استئناف شحن الأسلحة الأمريكية لإسرائيل.