د.إبراهيم عقلاء المشيطي
في عالم اليوم المتسارع، حيث تتزايد أعدادنا بشكل كبير، من السهل أن نضيع في بحر البشرية ونصبح مجرد رقم فيه. من المهم أن نتوقف ونتساءل: هل يكفي أن نكون مجرد أرقام؟ هل يكفي أن نكون مجرد زيادة في العدد؟ لكن ماذا لو أخبرتك أن قيمتك لا تقاس بعددك، بل بفعاليتك؟ فالمهم أن ننظر إلى أنفسنا ليس كمجرد أرقام أو كميات، بل كأفراد قادرين على إحداث فرق حقيقي ذي فعالية وتأثير إيجابي. كما قال الفيلسوف الروماني سينيكا: «ليس العدد من يحدد القيمة، بل الجودة والكفاءة». فالفعالية، في جوهرها، هي القدرة على تحقيق النتائج المرجوة بأفضل طريقة ممكنة. وهذا ينطبق على جميع مجالات الحياة - من المؤسسات إلى الأفراد. ففي عالم محدود الموارد، يصبح من الحيوي أن نستخدم ما لدينا بطريقة مثلى. كما قال الفيلسوف الياباني موريهاي نودا: «الفعالية ليست في القيام بأشياء كثيرة، بل في التركيز على الأشياء الصحيحة». وهذا ينطبق بشكل خاص على المنظمات، حيث يجب أن تحدد الأولويات الحقيقية وتوجه مواردها نحو تحقيقها بكفاءة. كما يؤكد ذلك أيضاً قول المفكر الأمريكي ستيفن كوفي: «الفعالية هي القدرة على إنجاز الأشياء الصحيحة». فلا يكفي مجرد القيام بالكثير من الأنشطة، بل يجب التأكد من أن هذه الأنشطة تسهم بشكل حقيقي في تحقيق الأهداف المنشودة. يقول الفيلسوف الصيني لاو تزو: «الطريق الأبسط هو الطريق الأكثر فعالية». لذلك، لا تنشغل بالكثرة والمظاهر الخارجية، بل ركز على جوهر العمل وكيفية تحقيق النتائج الملموسة بأقصر الطرق وأكثرها فعالية. ولتحقيق الفعالية في منظمتك، فلابد من تحديد الأولويات وذلك بالتركيز على المهام والمشاريع الأكثر أهمية وتأثيرًا على أهداف المنظمة ولا تنشغل بالأشياء الثانوية التي تضيع وقتك وجهدك. استخدم وقتك بحكمه من خلال تخصيص وقت محدد للمهام الرئيسة، واعمل على تقليل المقاطعات والعوامل المشتتة للتركيز. كن منظمًا بوضع خطط واضحة وجداول زمنية محددة لمشاريعك. سيساعدك ذلك على البقاء في المسار الصحيح وتجنب الفوضى. اعتمد على فريقك ولا تكن مركزيا من خلال القيام بكل شيء بنفسك. اعتمد على مهارات وقدرات فريقك للمساهمة في تحقيق الأهداف المشتركة. أيضاً قيِّم نفسك وحسِّنها باستمرار من خلال مراقبة نتائجك والتعلم من تجاربك التي تخوضها وتجارب الآخرين. اعمل على تحسين عملياتك وأساليبك باستمرار لتحقيق مزيد من الفعالية. كن مبدعً وفكر خارج الصندق، وأطلق العنان للبحث عن طرق جديدة ومبتكرة لإحداث التأثير. ولتحقيق الفعالية أيضاً هناك محرك ذو قوة خارقة يدفعنا الى الأمام ويحفزنا ويمنحنا الطاقة الأزمة للسعي لتحقيق أهدافنا، وتجاوز التحديات، والوصول إلى إمكاناتنا الكاملة ألا وهو الشغف. فهو يمنحنا الشعورً بالرضا والسعادة عن عندما نفعل ما نحب. فالنجاح لا يأتي بسهولة كن مثابراً ولا تستسلم مهما واجهت من تحديات، فالمثابرة هي المفتاح الحقيقي لتحقيق أهدافك وبناء مستقبل مشرق. تذكر دائماً أن قيمتك لا تقاس بعددك، بل بفعاليتك فالعالم بحاجة إلى أشخاص على قيد الحياة، أشخاص يسهمون ويصنعون فارقاً. أنت تستطيع أن تكون ذلك الشخص.