د.شريف بن محمد الأتربي
أعلنت وزارة التعليم خطتها الخمسية، موزعة على فصول ثلاثية، مع الوعد بدراسة الآلية، والتأثيرات الإيجابية وأيضا السلبية، خلال عام قادم، بحيث يستمر الوضع كما هو عليه، ثم تفيدنا الوزارة علما بما استقرت عليه، هل تستمر الثلاثية أم نعود للثنائية، وربما يجد جديد فنجدها صارت أحادية.
كان التعليم في المملكة مستقرا لعشرات السنوات، موزعا على فصلين دراسيين، تتخللهما عطلة الربيع، ورمضان والحج، ثم الإجازة الصيفية التي قد تتجاوز التسعين يوما أو أقل بقليل، ثم جاء نظام الفصول الثلاثية ليهدم القواعد الرأسية بدون توضيح الأسباب سوى الرغبة في التغيير، ونقل التجربة الدولية إلى السعودية، ليتم التنفيذ فورا دون الرجوع للخبراء، ولا حتى المتضررين من القضاء بأهمية الثلاثية مقابل الثنائية.
قبل ثلاثة أعوام دراسية أعلن وزير التعليم أن النظام الثنائي لم يعد يصلح للتعليم الحالي، وان علينا الانتقال من النظام الحالي إلى النظام الثلاثي، وأن التطوير قادم، بحيث يشمل تطوير المناهج والخطط الدراسية، والفصول الثلاثية، وما يتبعها من تطويرات إضافية، معتبراً تلك العناصر هي المفاصل الحيوية للتطوير لمواكبة التغيير، ومنافسة أفضل الممارسات العالمية، والمحكات التعليمية، وتحقيق مستهدفات تنمية القدرات البشرية.
ثلاثة أعوام مرت على التطبيق ولم نسمع عن التقييم ولا حتى التقويم، وهل كانت هذه الأعوام تجريبية أم أنها مفصلية، وأن الفصول الثلاثية باقية لا محالة، والعودة للثنائية استحالة، لتعود الوزارة من جديد وتؤكد أن هذا العام هو أيضا للتجريب، وأن الدراسات والبحوثات الجارية ستفصل بين النظامين وربما نعود للقديم بعد مرور عام من التجديد للجديد.
تسابق الجميع للدلو بدلوه والاتيان بشهوده ووثائقه، فالكل يرى أنه على حق في نظام الأترام، فهذا يدعم الثنائية وهذا مع تطبيق الثلاثية، والمنتفعين هم المظلومون، فلا للطلبة استشيروا، ولا أولياء الأمور سألوا، حتى المعلمين تناسوهم كأن التعليم يستمر بدونهم.
لا بد من رأي واحد، والاهتمام بالمحتوى والمناهج، والاستفادة من التقنية في تطبيق تعلم جديد، يشد على يد الطلبة، ويشحذ هممهم، ويساعد المعلمين على تطبيق أفكارهم، وخذوا من الثلاثي فوائده، ومن الثنائي مكاسبه، واختاروا لتعليمنا ما يناسبه، نتقدم بإذن الله في التعليم كما تقدمنا في باقي الميادين.
معالي وزيرنا المحبوب، إن التعليم كالبناء إن وضعت أسسه صحيحة كان البناء قويما، وإذا ترهل الأساس انهار المبنى من الساس للرأس، فثبت قواعده بقرار أخير، ادرسوا الأمر بعناية، وخذ بالأسباب غاية للوصول للقرار الصحيح، فما زال الوقت مبكرا، والإجازة الصيفية مطولة، فلا ضير بالرجوع عن القرار، والعودة إلى نظام الفصلين الأقرب لتعليمنا والمناسب لمناخنا.