طفلة النفيعي
في اعتقادي الشخصي أن السعادة هي وليدة اللحظة وأن المشاعر السعيدة واللحظات الجميلة التي يتفاعل معها الوجدان وأحاسيس الفرح والبهجة من الصعب بل من الظلم أن تكبتها حين حضورها وتواجدها في تلك اللحظة مع التخيل للمشهد اللحظي الحاضر والذي تتجلى فيه روح ونفس الإنسان لفعله النبيل تجاه ذلك العزيز عند الإرسال له بهدية بدافع المحبة والوفاء سواء كانت معنوية أو مادية أياً كان نوعها فالأهم المعنى الأسمى لها، وبالرغم من انشغال البال بالتفكير في مهام متعددة، إلا أن لحظة الفرح والسعادة تزاحم تلك الأفكار والانشغالات، حيث تنتصر في الأخير لحظات السعادة الغامرة وليدة اللحظة! ولا غرابة فعاطفة الحب دائما هي الأقوى!
وقد قيل في الأمثال «خير البر عاجلة»، كل هذا حدث معي عند قيامي بإرسال هدية رمزية إلى أحدى الغاليات على قلبي للمشاركة في مناسبة خاصة بها وقد كان الوقت الذي أرسلت الهدية فيه هو الساعة الثانية ظهراً يعني في عز «القايلة» والرياض مولعة بالحرارة التي تصل إلى حدود (50) درجة في ذلك اليوم!
وقد قال ليّ بعض من أفراد الأسرة: ما لقيتِ إلا هالوقت ترسلين فيه الهدية.. (مع القوايل)؟! إشارة منهم إلى إتكيت تقديم وإرسال الهدايا باختيار الوقت المناسب وأصدقكم القول إنني حسست بتأنيب الضمير وهل أنا ليّ عذري أم لا بعدما سمعت هذا النقد والتساؤل لكن مما خفف علي في عدم التزامي بالبروتوكول عندما قمت بمسح بصري شامل على وسائل التواصل الاجتماعي فشاهدت منصة إكس مولعة بالمساحات والمنشورات المتدفقة وبدون توقف ثم ذهبت إلى منصة سناب شات وإذا بأغلب الناس «تسنب» وهي تشرب شاي وقهوة وأيضاً تتفنن في تصوير أنواع الأكواب وفناجين القهوة بأشكال وألوان أخاذة متجاهلة نصيحة ذلك الطبيب بعدم شرب القهوة والشاي وقت الظهيرة ولم تلمح عيني أي مشروبات باردة لا عصير جريب فروت ولا إيسكريم!
وأنا في طريقي البصري مررتُ على حالات الوتس آب وإذا بالناس ترسل عبارات مساءات وصباحات الخيرات قلت في نفسي لا تثريب عليك (النهار توه بادي) عند شريحة كبيرة من أفراد المجتمع، وأنا منهم خاصة ونحن فترة الإجازة الصيفية، وكل ما ذكرته لكم أعزائي القراء من فعاليات كان وقت إرسال الهدية في الساعة الثانية ظهراً مما خفف علي وطأة النقد الذي تعرضت له، إضافة إلى الرد الجميل والامتنان من المهدى لها ولسان حالها يقول: جتنا مكاتيبك وجتنا هداياك مثلك تراني بالوفا شاكرٍ.. له.. مما كان له الأثر الإيجابي علي وبعد أعزائي القراء إن للهدايا وقعا خاصا على النفس والمشاعر إنها بمثابة «مرسول الحب» والاحترام والتقدير بين الأحبة، وقد جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم إنه قال: (تهادوا تحابوا). ومن أهم إتيكيت تقديم الهدايا هو مراعاة أن يكون الشخص المقدمة إليه الهدية تناسبه هديتك وتتمشى مع ميوله وهواياته أو احتياجاته وما ينقصه، إن أمكن ذلك ولا بد من التعامل بفن وذكاء في مسألة اختيار وتقديم الهدايا حتى تنال إعجاب الشخص الذي قدمت له الهدية.
وفي الختام تذكروا أن الهدية المفاجئة هي لغة القلوب، وصرخة العواطف، وعبير العطاء فلا تنسوا أحبتكم من جميل عطائكم المعنوي والمادي مغلفا بصدق المشاعر.