سلطان مصلح مسلط الحارثي
في نهاية مقال الأسبوع الماضي، الذي حمل عنوان «دعم الهلال مطلب وطني»، طرحت السؤال: «ما هو المطلوب من الجهات الرياضية لدعم الهلال؟ وتركت حرية الإجابة للمتلقي»، رغم أن قناعة المسؤول بدعم ممثله المشارك في كأس العالم 2025، أهم من البحث عن إجابة المتلقي، فهذا المحفل من أهم الفرص التي يجب استغلالها لإثبات حجم التطور الذي وصلت له كرة القدم السعودية، وإن كان هنالك من يعترض على دعم ممثل الوطن، بحجة أنه يمثل نفسه فقط، فذلك طرح ساذج، لا يتبناه ولا يقول به إلا متعصب لا يرى أبعد من أنفه، فالرياضة السعودية بما فيها كرة القدم لم تُدعم من القيادة بهذه المليارات إلا لرفع مستواها، وحتى تستطيع العودة للقمة، وتحقيق الإنجازات، سواء عن طريق المنتخبات أو الأندية، ولعل كلمة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حينما استقبل نادي الهلال بعد تحقيقه دوري أبطال آسيا 2021، وقال: «قدمتم جهداً مشرفاً، ومثلتم الوطن كله، وهذا إنجاز للوطن وإنجاز لكم ولمنطقة الرياض»، تكون ملجمة للمتعصبين، ونبراساً للنيرين، ولعلها رسمت نهجا واضحا للمسؤول الرياضي، الذي يجب أن يعمل لمصلحة الرياضة السعودية، دون أن يلتفت للمتعصبين، الذين لا يعترفون إلا بأنديتهم فقط.
أن دعم الرياضة السعودية، واهتمام أعلى سلطة في هذا البلد بالقطاع الرياضي، جاء ليؤكد على أهمية تحقيق المنجزات «الخارجية» الكبرى، والتي ستعيد المملكة إلى مكانها الصحيح رياضياً، بعد أن تراجعنا كثيراً، قبل أن يأتي دعم واهتمام سمو ولي العهد بالقطاع الرياضي، ويحمل هم هذا الملف، ويتبنى الرياضة عبر وضعها من ضمن أهم ملفات رؤية 2030، وتُدعم مالياً بدعم غير مسبوق، انبهر به العالم، وأصبح يتحدث عن حراكنا الرياضي.
أسوق هذا الحديث، لأؤكد أن النادي الذي يمثلنا في بطولة خارجية، يمثل الوطن بكافة شرائحه، مثلما ذكر سمو ولي العهد، وطالما أنه يمثل الوطن، فيجب أن يُراعى في عدة جوانب، وأن يُميّز عن بقية الأندية، فالنادي الذي يصل لتمثيل الوطن، لم يصل إلا وهو يستحق، وإن كنا اليوم، وبالدعم الحالي، نستطيع أن نتفوق على آسيا والعرب، إلا أننا لم نصل بعد لتحقيق أهدافنا العالمية، والتي نطمح في تحقيقها من خلال مشاركات أنديتنا، ولكن حجم الدعم الحالي، لا يمكن من خلاله أن نحقق الذهب العالمي، ولا حتى الوصافة، خاصة بعد تغيير نظام كأس العالم للأندية، ووضعه بطريقة المجموعات بمشاركة 32 فريقا، من ضمنهم 12 فريقا من أوروبا، وهو ما يشكل صعوبة بالغة في تجاوز الأدوار المتقدمة، ما لم يكن لدينا رؤية واضحة، واستراتيجية تسير عليها جميع الهيئات الرياضية في المملكة، لدعم ممثلها في المحفل العالمي.
في الهلال.. لا رمزية لأحد
بعد أن أعلن نادي الهلال انتهاء علاقته مع قائد الفريق الأول سلمان الفرج «كما هو متوقع»، جاءت ردة فعل الجماهير الهلالية بشكل طبيعي، متوازية مع حجم ناديهم، ومعرفتهم بأدبياته، التي رسمها شيخ الرياضيين ومؤسس ناديهم عبدالرحمن بن سعيد -رحمه الله-، حيث قدموا شكرهم لقائد فريقهم على جهوده خلال السنوات التي قضاها في النادي، محققاً إنجازات كبيرة، يتمنى أي لاعب كرة قدم تحقيق نصفها، ولكنهم في الوقت نفسه، لم يضعوا للفرج «رمزية» خاصة، متذكرين نجومهم وأساطيرهم الذين غادروا أسوار النادي دون أن يتأثر، وهذه هي القيمة الحقيقية لنادي الهلال، الذي يملك جماهيرية طاغية، تتوافق مع مسيري النادي، كونها تعرف حجم النادي الذي تنتمي له، وتثق أن ناديها لن يتوقف على أي نجم مهما كان اسمه.
تحت السطر
- للمرة الثالثة توالياً، يقع المنتخب السعودي في التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم في مجموعة صعبة تضم اليابان وأستراليا، حيث سبق وأن كانوا في تصفيات 2018 وتصفيات 2022، فهل كان هذا صدفة؟ ربما ولكنني على المستوى الشخصي أضع أكثر من علامة استفهام حول هذه الصدفة التي جعلتنا نلتقي مع اليابان وأستراليا ثلاث مرات توالياً.
- المنتخب السعودي بعمله الحالي وطريقته الحالية لن يستطيع أن يتأهل لكأس العالم 2026 رغم أن عدد المقاعد الحالية كبير، والتأهل سهل، ولكنه سهل لمن يعمل، وصعب على من لا يعمل.