سهوب بغدادي
تختلف المفاهيم والتعريفات لمصطلح السعادة، فالكلمة شاسعة الإطارات وتتضمن مجالات عديدة في حياة الإنسان، فالبعض يبدو سعيدًا في أعين الغير، إلا أنه عند سؤاله قد يجيبك بأنه عكس ذلك، في المقابل، قد نجزم أن شخصا ما غير سعيد من منظورنا الشخصي، إلا أنه سعيد جدًا، فالسعادة لا تقع ضمن مفهوم واحد ولا تعني المتعة، إذ يخلط الأشخاص بين الأخيرة والسعادة خلال رحلتهم في البحث عنها، بحسب العلماء أن المتعة مركزها في الدماغ ويتم تحفيزها بطرق عديدة، فيمكن أن يلاحق الشخص متعته ومصادرها على سبيل المثال لا الحصر الأكل، و الإدمان بشتى أنواعه كالتدخين والألعاب الإلكترونية، ومواقع التواصل الاجتماعي، وغيرها، فالمعيار الأساس والفارق بين المتعة والسعادة هو الوقت والفترة الزمنية، فالمتعة فترتها قصيرة وسرعان ما تنفذ وتنقطع، أما السعادة حالة وهالة تحيطك، وليس من الطبيعي أن يكون الإنسان سعيدًا على الدوام، بل أن يتمكن من الانتقال من الحالات والمشاعر الإنسانية الأخرى التي تعترضه وصولاً إلى الشعور المطلوب، وفقًا لأحد الأشخاص الذين تعرضوا لحادث أليم -حمانا الله وإياكم- أنها كانت من أصعب أوقات حياته، وعلى الرغم من ذلك وجد بصيص الأمل وشعر بالسعادة في مواضع محددة خلال رحلة العلاج، فالله سبحانه وضع القوة والقدرة في الإنسان لكي يتكيف ويتغلب على المصاعب، فيما خلصت دراسة إلى أن السعادة تتكون من مزيج من المكونات الكبيرة ومتناهية الصغر، وجاء من بين المكونات الصغيرة، الاستمتاع بعمل الشيء، والرضا وتواجد المعنى.
أما المكونات الكبيرة أو العامة لتحقيق معادلة السعادة فكانت، المتعة + الإيمان+ الأشخاص + الذكرى= السعادة، وتتعدد التعريفات والمفاهيم ويظل الرضا والمرونة النفسية وصلابتها من أهم المعايير التي تساهم في جودة حياة الفرد، فالبعض يطلق على تلك المفاهيم «النضج» والبعض الآخر يرى سعادته في الله جل في علاه، مهما تنوعت الأسباب، فيجب على الشخص أن يحدد توليفته الشخصية، على غرار تلك الخاصة بقهوتك الصباحية التي لا يتقنها الجميع، ختامًا، السعادة فن لا يتقنه الجميع.