ليلى أمين السيف
وجود الرجل في البيت نعمة لا تقدر بثمن لمن هم مثلي خاصة.. وأفضل ما يقدمه لي هو التسوق لوحده.. وأجمل ما في الموضوع أن الرجل لا يشتري إلا ما ذهب لأجله فقط.. ونحن النساء نذهب لشراء شيء ما فنعود وقد اشترينا كل شيء إلا ما ذهبنا لأجله..
أكلف زوجي بشراء نوع من الزيوت مثلا فإن لم يجد ذاك النوع اتصل مستفسراً، هل عليه أن يستبدل به غيره أم يصرف النظر عن الشراء ويعود أدراجه؟
أما عني أنا فحدث ولا حرج، فعندما تطلبني الصديقات للخروج معهن للتسوق أحاول التحجج بأية حجة لعدم الخروج فأنا للأسف مفترض أن أكون إما مرشدة أو مرافقة لا أكثر ولا أقل وينتهي الأمر إلى كوارث مالية، فأجد أنني أنا من اشتري وهن أصبحن مرافقات..
بعد أن اخترع الإنسان جملة «شوية وبرجع لك» وادي وش الضيف.. تفتق بعدها ذهن بني أدم على اختراع الشراء «أون لاين» وجاءت سلة المشتريات للتسوق أون لاين لتحل لمن هم مثلي مشكلة شراهة الشراء.. حيث أصبح من طقوسي عند النوم البحث في المواقع وتعبئة سلال المشتريات مرة بكريمات رأيت بعدها أن المُرة ولبان الذكر أفضل للجيب وأصلح لهوى النفس وتؤتي ثمارها في إصلاح البشرة وتجديد الخلايا ولكنني ما زلت استمر في تعبئة السلة بالعديد من مستحضرات التجميل التي استبدلها لاحقا بالدعاء أن يحفظ الله علي جمالي الطبيعي وألا يريني فيه تجاعيد أو تغضنا.. أو بملابس بمقاسات لا تناسبني أصلا ثم أعمل نفسي تعبانة واترك جوالي معللة أنني سأعود مرة أخرى.
لا أدري هل الأمر أصبح واجبا أم أنه مرض لا أعلم لكن شيطاني يوسوس لي أن أبحث عن الجديد وعما اعتقد أنه ينقصني.
حقيقة اعتدت أن تعبئة هذه السلال متعذرة أنني انتظر موعد التخفيضات الذي يحدث أنني عندما يأتي موعد التخفيضات أنسى أساسا المواقع التي تركت سلال المشتريات الوهمية بها..
والحمدلله أني لا أعرف عدد المواقع التي ولجتها وأنشأت لي بها حسابا وكم عدد السلال التي تنتظر الإفراج..
بعض الموقع المثبتة عندي كـ«الأمازون» و«شي ان» تأبى عليهم نفسهم الشريرة إلا أن يستميلوني ويحطمون وسائل دفاعي، فهم يصبحون كالزوج الغيور الذي طلق زوجته ثم ندم على طلاقها.
ففي كل يوم أفرغ رسائل البريد الوارد منهم «لقد نسيت مشترياتك في السلة هل تريد كوبون خصم» كيف أخبرهم أنني حين أعبي السلة أشعر بلذة وكأني قد اشتريت الكون كله بل يملأني إحساس بأن الحياة حلوة وأني راضية تمام الرضا حين أعود لتلك السلال وأجد أن ثلاثة أرباع ما في السلة أصبح «sold out» لقد بيع!!! تنهيدة ارتياح مع وعد أن أتوب من هذه المتلازمة السيئة التي تلح علي كل ليلة وكل يوم.. «مع لحن أم كلثوم ليتناسب مع الأغنية والوضع المزري الذي أعاني منه».
الحمدلله أيضا أني أعبيها وأنا مفلسة وإلا لكنا نشحذ الآن.
أخذت عهدا على نفسي أن أحذف كل تلك التطبيقات وأرجع أحملها حين ينفذ كل ما لدي من أشياء.. وألا اشتري إلا حين ينفد ما عندي هذا الشيء.. ممنوع التكنيز وممنوع تعبئة سلة المشتريات.. تخلصي من القديم أولا..