عثمان بن حمد أباالخيل
تعشعش الأفكار السوداوية في عقول بعض الناس، في لوم الذات وإحباط النفس، والأفكار التي تركز على التشاؤم وقلّة الحظ والفشل، أفكار تسيطر على الإنسان وتجعله يعيش في عالم آخر بعيد عن الواقع. هذه الأفكار وما يدور في فلكها تأخذ حيزاً كبيراً في حياته، فهي تؤرقه، ويبدأ بتحليلها وتحليل عواقبها وتؤدي لإجهاده، وتؤدي أحيانا عند البعض في أن يصاب بأمراض نفسية وجسدية. هذه الأفكار باب يؤدي إلى المزاج السوداوي وهو مصطلح يطلق على الناس الذين يكون لديهم استعداد للشعور بالحزن والجزع والسلبية. أبقي بعيداً عن الناس السلبية، هم يمتلكون مشكلة لكل حل. (ألبرت أينشتاين). الإنسان المزاجي السوداوي الذي يعيش في محيط عاصف أمواجه كأنها جبال. في تفاصيل حياتنا اليومية هناك من يلتقي بأشخاص تغلب عليهم السوداوية والتشاؤم، والذين لا يرون إلا الجانب المظلم من الحياة مع أن الحياة جميلة وهكذا هي يتمتع بها أصحاب القلوب البيضاء.
النظرة السوداوية مرض عقلي نفسي يتميز بمشاعر مستمرة وحادة من الحزن واليأس ويجعل الإنسان مُقيد لا يستطيع أن يمارس حياته الطبيعية فهو سجين تلك النظرة المغروسة في عقله، هذا الشعور الدفين في داخله يجعله يؤكد أنه من المستحيل أن تتحسن الأوضاع لأنها تسوء من حال إلى حال آخر كم هو ظالم لنفسه. الواقع الذي في داخل الإنسان السوداوي يقول له إن الاستسلام هو الطريق الصحيح أليس هذا مؤلما. إنّ تغيير النظرة للحياة من زوايا مختلفة تعطي الإنسان السوداوي طرقا سهلة للتحرر من الخوف والتحرر من الأفكار حيث يجد السعادة الحقيقية لا تأتي لأجله على قدميها لتُلقي بنفسها بين أحضانه، «إن السعادة في معناها الوحيد الممكن: هي الصلح بين الظاهر والباطن، هي الصلح بين الإنسان ونفسه.» - مصطفى محمود. لا يمكن ان تجتمع السعادة والنظرة السوداوية، السعادة قرار يعرفه الإنسان السوداوي لكنه يخاف من الفشل، الفشل طريق النجاح.
إن ثقافة كيفية التعامل مع الإنسان السوداوي ثقافة مهمة خصوصا إذا كان ذلك الإنسان قريبا من حياتك اليومية والتأكد إن ما يمر به ليس اكتئابا. الإنسان السوداوي هو إنسان متعثر وعلينا الوقوف إلى جانبه واقناعه بزيارة الطبيب النفسي الذي سوف يأخذ بيده وينور عقله، الطبيب الذي سوق يغير واقعه ويزين له الحياة فالحياة جميلة. إن أقصر الطرق للتخلص من النظرة السوداوية هي مخالطة الناس الإيجابيين وتقوية الجانب الإيماني، التخلص من المزاج السلبي بالمزاج الإيجابي السليم. شخصيا تعاملت مع إنسان سوداوي وسعيت لإنقاذه من وحل السوداوية وذلك بالتخلص من السمات السوداوية التي يشعرون بها ومنها الشعور بالتشاؤم، الإحساس بالذنب وتأنيب الضمير والقلق والحمد لله بالإصرار وضعت قدميه على طريق النظرة الإيجابية فلا تبخلوا بالتعامل مع الإنسان السوداوي وانتشاله من الوحل المؤلم. أبقي بعيداً عن الناس السلبية، هم يمتلكون مشكلة لكل حل. (ألبرت أينشتاين).