حمد بن عبدالله القاضي
كتاب جديد في مصطلحه النقدي جاذب بموضوعه للناقد د/أحمد يحي القيسي، وقدَّم له الناقد الرائد د/عبدالله الغذامي، وصدر عن نادي نجران الثقافي..
أبهجني هذا الكتاب :»خيرية السقاف رائدة فن الهايكو بالخليج العربي وديوانها سرابا وأبقى»
ابتهجت به فهو عن الرائدة شعراً ونثراً وخلقاً د/خيرية السقاف، وأدهشني لأنني كنت أقرأ نصوصها العذبة المختزلة في زاويتها بالجزيرة وبعض تغريداتها، وتشدّني كثيرا
ولم أكن أعرف هذا الفن الأدبي الذي تنضوي تحت جناحه نصوصها حتى أهداني المؤلف الفاضل د/أحمد يحي القيسي هذا الكتاب الذي وثَّق خليجيا ريادة د/خيرية لهذا الفن الشعري «الهايكو» وهو كما تعريفه المختصر لمن لا يعرفه: «فن من فنون الشعر الياباني يحاول فيه الشاعر التعبير عن أشياء عميقة ومشاعر عميقة من خلال بيت شعري واحد»
ونصوص السقاف في ديوانها «سرابا وأبقى «التي أبدعتها وفق «فن الهايكو الشعري» تدخلك معها في حالة تجلِّ إبداعي، كما وصفها أستاذنا الناقد الكبير عبدالله الغذامي.
لقد اكتشف الناقد القيسي أن د/خيرية لم يكن اختيارها لكتابة نصوصها عفويا، بل كانت على وعي أنها تكتبها وفق فن الهايكو من خلال عثوره على نص لها تماهت فيه مع أول رائد لفن الهايكو «ماتسو»:
«ماتسو كيف تشابهنا وأنت بأقصى الشرق».
هذا الفن الذي أبدعت فيه د/خيرية نصوصها تفاجئك وأنت تقرأ بديوانها «سرابا وأبقى» بما لم يخطر على ذاكرتك من كثافة المعنى ومحدودية الحروف، وبالأغلب يأتيك المعنى على عكس ما تتوقع..
تركض إن عيناك بين نصوصها وبودِّك ألا تصل إلى مرفأ النهاية.
نماذج إبداعية منتقاة من نصوص ديوانها :سرابا وأبقى وفق «فن الهايكو الشعري» لمن لم يطلع على الديوان:
?على مقبض باب أبي
الذي سافر بعيداً
مفتاحه الذي لم يأخذه
تأخر الصبحُ
أيمكن أن يأتي
بلاشمس؟
الراعي في البيداء
يهش بعصاه على
الحنين
اليتيمة
تقاوم قسوة الصقيع
بشال أمها
تستعد للرحيل
أزهار الصيف تلملم ألوانها
صوت أمي
مع هطول المطر
يفتح الباب
ضجة السكوت
جعلتني
أدق في الحائط مسمارا
شمس الصيف
تتغير الألوان
في وجوه الناس
موسم الورد
وحده الحاصد
ينزع شوكا عن كفيه
حتى الجدار المتهالك
مربه
الربيع
تحزنني سحابة عابرة
والأشجار تنظر
الماء
العصافير التي تعود للشجرة
أليست ضالة
على أية حال