محمد لويفي الجهني
نذهب إلى أعمالنا وكلنا طموح بالإنجاز وتحقيق أعلى إنتاج في المنظومة التكاملية للعمل بين الزملاء الموظفين في بيئية العمل، نذهب للعمل ونقضي أكثر ساعات اليوم مع زملاء العمل في مكان العمل من أجل العمل الوظيفي.
نذهب للعمل صباحاً ومساءً للعمل اليومي ونتيجة لذلك تسود زمالة وصداقة وأخوة بين زملاء العمل مهما كانت توجهاتهم وفروقهم الفردية والفكرية والعملية والعمرية، وتجدهم يعملون في بيئة عمل واحدة يتنافسون يختلفون يتناقشون من أجل إنجاز العمل والارتقاء به.
وقد تتطور العلاقة وتتبلور بلقاءات في أيام إجازة العمل في استراحة أو سفر أو مناسبة عامة أو خاصة وقد يتطور ذلك لتشمل كل الأسرة والعائلة، ولا يمنعهم في ذلك منصب الموظف أو عمره الزمني.
هذه هي بيئة العمل المرغوبة والجاذبة والطبيعية والمطلوبة والمحفزة للإنجاز والعمل، ولكن قد يكون ويظهر في بيئات العمل من يحاول التأثير سلباً على منظومة العمل ويفرّق بين زملاء العمل ويكيد ويضمر لهم الشر وهذا هو الذي يعمل لنفسه خارج المنظومة التكاملية وروح الجماعة وانسيابية العمل ويرغب في أن يرتقي في عمله على حسابهم وبأعمالهم، فتجده يتصنت ويتجسس على زملائه في العمل وينشر القول الباطل ولا يظهر العمل والفعل الطيّب.. ومن صفاته تجده حاسداً ونماماً ومغتاباً ومتشائماً ومتذمراً وشكاياً وبكائياً يكره الإنجاز للآخرين والتجديد والتطور والاتفاق بين مجموعة العمل ويحاول تكوين الشللية بين زملاء العمل من أجل الإيقاع فيما بينهم، ومن صفاته أيضاً أنه يكثر من الأنا وتمجيد الذات وكره الآخرين وتشويه سمعتهم فما يحب إلا نفسه فقط فهو متذمر ضار وغير نافع لا يذكر إلا المشاكل والسلبيات في العمل ويحب الشر أكثر من حب الخير والتسامح والإنجاز والإبداع، للأسف تجده يثير المشاكل ولا يسامح أبداً صلداً وقوياً وقاسي النفس له نظرات قوية وله ضحكة غير صادقة وكلام متلوّن وغير صادق غالباً حتى لو أظهر الحزن والاستجداء فهو ماكر يعطيك من طرف اللسان حلاوة ولكن في باطنه لا يحب إلا نفسه أناني غير متزن نفسياً، فهو من الناس التي توسوس في صدور الناس ليفرّق فيما بينهم.
وهذا من أخطر الموظفين في أي منظومة عمل لأنه يثير المشاكل ويفرِّق بين زملاء العمل ويكرهم في العمل الذي يقضي فيه أكثر ساعات يومه وأكثر أيام عمره، يخلق لك مشكلة من لا مشكلة وإذا ظهرت المشكلة أشعلها حتى تقضي على كل عمل وروح إيجابية جميلة، وإذا وجد في بيئة العمل أو في أي منظومة عمل فإنه مرض ينخر في مخرجات العمل وعلاقة الزملاء بين بعضهم البعض من خلال التأثير عليهم وعلى عملهم وعلى علاقتهم مع بعض وبوجود هذا في منظومة العمل تكون بيئة العمل طاردة وغير مرغوبة لعدم استقرارها بما أحدثه من زعزعة في منظومة العمل التكاملية التشاركية، فهذا الخبيث من أخطر الموظفين لأنه لا يحب الإنجاز والتميز لأي موظف كائناً من كان، لذلك يجب الحذر والتحذير منه ومحاولة تعديل هذا السلوك بالتدريب حتى تكتمل منظومة العمل بالإنجاز والحب والرغبة والجاذبية وروح الفريق الواحد الذي يعمل ويختلف ويسامح وتطيب النفس وتفتخر وتفاخر بقربهم ومعرفتهم.
وقانا الله وجميع الموظفين من أناني العمل، وأسأل الله أن يهديه إلى طريق الصواب ولا يجعله بيننا أبداً.