د. غالب محمد طه
نظمت وزارة الخارجية السعودية أخيرا ندوة بعنوان «دور المرأة في العمل الدبلوماسي» بمناسبة اليوم الدولي للمرأة في العمل الدبلوماسي. في هذا الحدث الملهم، اجتمعت نخبة من الشخصيات الدبلوماسية والنسائية لتسليط الضوء على الرحلة العبقرية التي قطعتها المرأة السعودية في السلك الدبلوماسي، لقد كانت الندوة تجسيدا للروح العظيمة التي تحرك المرأة السعودية نحو تحقيق طموحاتها، وكانت لحظة للتأمل في الإسهامات الرائعة التي قدمتها المرأة السعودية في الميادين السياسية والدبلوماسية.
لقد تجاوزت إنجازات المرأة السعودية حدود السعودية لتصل إلى الساحة الدولية، حيث تمثل المملكة في المنظمات الدولية وتشارك في صناعة السياسات العالمية. النساء السعوديات اليوم يلعبن دورا محوريا في تعزيز التعاون بين الدول وتحقيق الأهداف المشتركة، مما يبرز دور المملكة كمركز للسلام والتنمية العالمية. هذه الإسهامات تعزز من موقع المرأة السعودية كممثل فعال في الساحة الدولية، معززة من قدرتها على التأثير في السياسات العالمية.
بدأت رحلة تمكين المرأة السعودية مرتكزة على التعليم والتدريب، مما فتح لها أبواب النجاح في مختلف المجالات، المرأة السعودية اليوم ليست مجرد مشاركة في التنمية، بل أصبحت رمزا للريادة والابتكار في المجتمع، من خلال تطوير الفرص التعليمية وتوسيع نطاق المشاركة في مجالات متنوعة، أثبتت المرأة قدرتها على قيادة التغيير وتحقيق النجاح في ظل رؤية المملكة 2030.
وتلعب المرأة السعودية دورا أساسيا في تحقيق أهداف رؤية 2030 الطموحة، حيث تبرز مساهمتها في الاقتصاد من خلال فاعليتها في القطاع المالي، والاستثمار، والتجارة، وأثبتن قدرتهن على قيادة الشركات الكبرى وتطوير مشروعات اقتصادية ناجحة تسهم في تحقيق أهداف الرؤية، من خلال إنجازاتهن في هذه المجالات، يقدمن نموذجا يحتذى به في كيفية تحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة.
بعيدا عن التنمية الاقتصادية، تسهم المرأة السعودية بشكل فعال في التغيير الاجتماعي والثقافي، من خلال تعليم الأجيال الجديدة وتمكينهن من أدوات القيادة، المرأة السعودية تلعب اليوم دورا محوريا في تحديث المفاهيم الثقافية والاجتماعية، وتعزيز حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين، من خلال عملها في هذا المجال، تسهم في تحقيق تقدم شامل ومستدام للمجتمع السعودي.
ولقد شهدنا أيضا تطورا ملحوظا في مشاركة النساء السعوديات في العلوم والتكنولوجيا، حيث شاركن في مشروعات بحثية رائدة وتطوير تطبيقات تكنولوجية تخدم الأهداف الوطنية فقد تجاوزت حدود الأرض وصلت إلى الفضاء.
أما في مجال الرياضة، فقد حققت إنجازات ملحوظة، بدءا من التأهيل الأكاديمي للألعاب الرياضية إلى المشاركة الفعالة في البطولات العالمية، مما يعكس التزام المملكة بتعزيز دور المرأة في الرياضة. والمجالات تتنوع وتتسع وأدوارها موجودة في كل المحافل، وبصمتها حاضرة وبقوة ولكن لا يتسع المكان لرصدها وتبيانها بدقة.
أن المرأة السعودية أسهمت وبشكل كبير وملحوظ في الإعلام والثقافة من خلال عملها كمراسلات وصحافيات ومنتجات وغيرها من ضروب الإبداع والتميز، وقيادتها لمبادرات ثقافية وفنية تعزز من الفنون والآداب في المملكة. وكان لها حضورا لافت في تشكيل رؤية وطنية لتعزيز القيم الثقافية والتنوع في المجتمع السعودي، مما يعكس قدرة المرأة على التأثير الإيجابي في الحياة الثقافية والفنية.
التعديلات القانونية التي شهدتها المملكة في ظل قيادة الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مثل حق قيادة السيارات ومراجعة قوانين الأحوال الشخصية، شكلت نقطة تحول مهمة في حياة المرأة السعودية. هذه التعديلات لم تكن مجرد خطوات قانونية، بل تعبير عن رؤية واضحة نحو تعزيز دور المرأة في المجتمع وتحقيق الأهداف الوطنية.
اليوم، تعد المرأة السعودية قوة دافعة في مجالات جديدة كالذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا، والابتكار، حيث حققت نجاحات ملحوظة كمؤسسات رائدات في عالم الأعمال، يعكس هذا التقدم التزام النساء بتطوير الاقتصاد الوطني من خلال ابتكاراتهن ومبادراتهن المتميزة.
بجانب إنجازاتها في الاقتصاد والسياسة، تسهم النساء السعوديات في مشروعات اجتماعية وإنسانية تهدف إلى تحسين حياة الأفراد والمجتمعات، من خلال تأسيس الجمعيات والمؤسسات غير الربحية، تعزز النساء قيم التعاون والتضامن في المجتمع.
تعد المرأة السعودية اليوم رمزا للتقدم في مسيرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وامتدادا لمشهد أوسع يشمل النساء في العالم العربي ككل عبر مختلف مجالات العمل، تمثل النساء في الوطن العربي قوة مؤثرة تسهم في تطور مجتمعاتهن وتعزيز الأهداف التنموية. المرأة العربية، من خلال إسهاماتها في السياسة والاقتصاد والثقافة، تثبت أن لديها القدرة على دفع عجلة التقدم وصناعة المستقبل. إن الدور المتزايد للنساء في الوطن العربي يعكس إمكانات كبيرة للتغيير المستدام والابتكار، ويعزز من فرص بناء مستقبل مزدهر يتسع للجميع.