«الجزيرة» - الاقتصاد:
مهد مُنتدى مستقبل أشباه الموصلات في نسخته الثالثة، الطريق نحو تأسيس منظومة مُتكاملة لتوطين الرقائق الإلكترونية في المملكة، وفتح الباب أمام المُبتكرين والموهوبين السعوديين للتحليق عالمياً في هذا المجال الإستراتيجي.
وعززت هذه النسخة، التي نظمتها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية «كاكست»، بالتعاون مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية «كاوست» وحضره أكثر من 1500 مختص ومهتم، ومتابعة أكثر من 40 ألف مشاهد للبث الحي في أكثر من 50 دولة، إلى مجموعة من المخرجات الطموحة، وعرض أطروحات وأفكار لافتة، تنوي المملكة الاستفادة منها لبناء مُستقبل أشباه الموصلات، واستكشاف مزيد من الفُرص في السنوات المقبلة لدعم الابتكار، هذا ما أكده معالي رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية «كاكست» الدكتور منير بن محمود الدسوقي، خلال كلمته، حيث قال «استمتعنا خلال المنتدى بمناقشات عميقة وأفكار مُبتكرة، وتعاون قوي يعكس مُستقبل أشباه الموصلات في المملكة، لافتًا النظر إلى أن من أهم مُخرجات المُنتدى الإعلان عن العديد من المُبادرات التي سترسم مُستقبل أشباه الموصلات في المملكة خلال السنوات المقبلة.
ويؤكد الإعلان عن 4 مبادرات وطنية جديدة خلال المُنتدى رغبة المملكة في المُضي قدمًا لتطوير هذه الصناعة وتوطينها، حيث أعلن رئيس «كاكست» إطلاق مركز القدرات الوطنية لأشباه الموصلات؛ بهدف تطوير وتوطين صناعة الرقائق الإلكترونية في المملكة، من خلال استثمار الخبرات والموارد المُشتركة مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وتعزيز ثقافة الابتكار وتبادل المعرفة وتطوير المواهب والشراكات، وهو ما يُسهم في حل تحدّيات هذه الصناعة الإستراتيجية في المملكة ويدعم خططها في البحث والتطوير في مجال الرقائق الإلكترونية وأشباه الموصلات، في إطار سعيها إلى تقليل التكاليف وتحقيق التميز البحثي تحت مظلة التعاون المُشترك.
وفي إطار تحالف أكاديمي سعودي ـ أمريكي، تم الإعلان عن برنامج الماجستير في أشباه الموصلات بين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، وجامعة كاليفورنيا - لوس أنجلوس، للإسهام في توطين صناعة أشباه الموصلات، من خلال تأهيل الطلاب والطالبات عبر برنامج تعليمي مدمج، سواءً داخل الفصول الدراسية بجامعة الأميرة نورة أو عبر الدراسة عن بعد مع أساتذة جامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس، بينما تستضيف مُختبرات الغرف النقية في «كاكست» 35 % من فترة التدريب العملي، وتنتظر المملكة من هذا البرنامج توفير أساس قوي وموارد بشرية مؤهلة تدعم تصنيع أشباه الموصلات وتعبئتها واختيارها وتوصيفها، ويُسهم في تحقيق مُستهدفات برامج رؤية السعودية 2030، في خلق وظائف عالية الجودة وتخصصات مُبتكرة تخدم تنافسية سوق العمل. وشهد المُنتدى الإعلان أيضًا عن بدء تسجيل الدفعة الأولى من برنامج حاضنة أشباه الموصلات «Ignition»، الذي يُقدم حزمة تدريبية مُكثفة، وإرشادًا من قادة الصناعة والخبراء الأكاديميين، ويزود المشاركين بالمهارات والمعارف اللازمة لتحويل أفكارهم إلى واقع ملموس، وإكساب الدارسين الخبرة لمواجهة تحدّيات صناعة أشباه الموصلات وإمكانية إحداث تحول فيها.
ويهدف التجمع الوطني لأشباه الموصلات، الذي أطلقه المشرف العام على هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار، الدكتور محمد العتيبي، بالشراكة مع وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وشركة آلات، والبرنامج الوطني لتنمية تقنية المعلومات، والكراج، إلى توطين 50 شركة في التقنيات العالية، وتدريب 5 آلاف مهندس سعودي على تصميم الدوائر المتكاملة، وتوفير أكثر من 150 مليون ريال سعودي كإجمالي منتجات دعم متنوعة، وجذب ما يفوق مليار ريال سعودي من الاستثمار في التقنيات العميقة بحلول عام 2030م.