خالد بن حمد المالك
الإسرائيليون يختلفون في كل شيء إلا على رفض إقامة الدولة الفلسطينية فهم متفقون، وجميعهم مع إبادة الفلسطينيين، لا يشذ أحد منهم في مسألة إقامة المستوطنات في الضفة، كلهم مع التوجه نحو تقليص المساحات التي يقيم فيها الفلسطينيون، والاتجاه نحو احتلالها وضمها لإسرائيل.
* *
حتى عندما تظاهر أهالي الأسرى لدى حماس، مطالبين بتبادل الأسرى إنقاذاً لأرواحهم، اعتبر نائب رئيس الكنيست المتظاهرين أنهم بمثابة ذراع لحماس وضد إسرائيل، وهو ما يعني ظاهرياً تخوينهم، ما جعلهم يطالبون بإقالته، لأنه اعتبر المظاهرة دعما لحماس ولو بشكل غير مباشر، متناسياً بحقده أن المظاهرة لم تكن دعماً لحماس، حيث لا يختلف المتظاهرون معه في الموقف من الفلسطينيين وإنما إنقاذاً لأرواح الأسرى الإسرائيليين.
* *
حتى نتنياهو وبن غفير يختلفان، ولكن خلافاتهما لا تذهب بعيداً، لأنهما من أعتى من يرفضون إقامة الدولة الفلسطينية، ومن يستبيحون قتل الفلسطينيين بدم بارد. ويقول نتنياهو موجهاً كلامه لـ بن غفير من يريد الشراكة بهيئة تشاورية فعليه إثبات عدم تسريب أسرار الدولة، وفي الوقت ذاته فهو يُمكِّنه من السيطرة على شرطة إسرائيل لقتل الفلسطينيين.
* *
هذه هي إسرائيل، فوضى، وتسيُّب، ودولة يبقيها الدعم الأمريكي هكذا، ويمنحها القدرة على رفض القرارات الدولية، ويسمح لها بأن تكون دولة متمردة، وقاتلة، ولا تعترف بالقوانين والأعراف الدولية.