تركي ناصر السديري
ابتعاث مواهب كروية إلى الخارج، للانضمام لأندية في أوروبا والعالم المتطور كروياً من خلال تفعيل الاتفاقيات الرياضية السعودية مع هذه الدول، وإيجاد مشروع سعودي لرعاية تطوير المواهب الرياضية السعودية يمكن من انخراط هذه المواهب في أندية عالية المستوى، سواء بالمقابل المالي أو الرعاية الإعلانية مقابل صقل الموهبة الكروية السعودية وتطويرها، وتمكينها من اللعب مع فرق النادي.
يقتصر المشروع على من هم تحت سن العشرين (16-20) لضمان إعدادهم إعداداً علمياً إيجابياً، لكون من تجاوز هذا العمر يصعب صياغة موهبته وتطويرها مهارياً وبدنياً، كما يمكن الاستفادة منهم في مرحلة النضوج الكروي وقت موعد مونديال 2034.
يا حبذا لو تتاح الفرصة لكل ناد من أندية دوري المحترفين لترشيح عدد من المواهب (مثلاً 4 مواهب أو أكثر).
وكذلك الأمر للأندية التي تتواجد فرقها في الدوري الممتاز لدرجة الشباب ولدرجة الناشئين تتاح لها ترشيح عدد من المواهب بعدد 4 لاعبين أو أكثر، حسب ما تراه اللجنة المشرفة على البرنامج المنتظر.
وكذلك إتاحة الفرصة لأكاديميات الكرة في المملكة من ترشيح أعداد من المواهب للانخراط في هذا المشروع.
أيضا وضع مشروع مواز للاعبي منتخب الناشئين والشباب لتطوير قدراتهم، حتى ولو تم تفريغهم كفرق تشارك في بطولات وملتقيات دولية حسب فئاتهم السنية، ويقوم المشروع السعودي بتنظيمها وتمويلها.
يقوم المشروع بتقويم سنوي مستمر لعمل المشروع، وتجديد المواهب من خلال إحلال مواهب جديدة بديلا للمواهب التي لم تثبت كفاءتها ومقدرتها على أن تحقق نجومية اللعب وليس مجرد لاعب عادي.
يتوازى مع هذا العمل لإعداد اللاعب السعودي النجم المنتظر، إعداد الكفاءات السعودية الإدارية والفنية لتكون رافد العمل الإداري والفني في منظومة مشروع الإعداد لمونديال 2034 .
يتحدث الرياضيون في مجالسهم، بأن لا جدوى من إرسال لاعبين تجاوزوا العشرين للعب في أندية أوروبية، ويذكرون من الأسماء سالم الدوسري والبليهي وغريب والغنام والعمري وسعود عبدالحميد والبريكان وغيرهم لكون هؤلاء لن يكونوا بأعمار سنية ولياقية تمكنهم من مجاراة متطلبات اللعب في زمن كرة مونديال 2034 التي تشهد الكرة الحالية تغيرات مهولة في معيار اللاعب الفني المهاري والبدني اللياقي.
وبالتالي لا جدوى من تفريغ الدوري السعودي منهم وهو الدوري الذي بات مقاربا لمستويات دوريات أوروبية..
نقطة هامة يرتكز عليها أصحاب هذا الرأي من عدم جدوى إرسال اللاعبين ذوي الأعمار العشرينية للعب في الخارج، وهو عدم ضمان تمكن هؤلاء اللاعبين من اللعب المستمر ضمن الفريق الأول لتلك الأندية الأجنبية مع ملاحظة أن اللاعبين الذين تمكنهم مستوياتهم من اللعب أساسيا مع أنديتهم السعودية في دوري المحترفين السعودي عالي المستوى حالياً، من المهم المحافظة عليهم مما لا يكون في الحسبان حدوثه، وهو عدم لعبهم المستمر مع الفريق الأول الأوروبي كأساسيين ووجودهم كتكملة عدد، وبالتالي حرق موهبتهم كنجوم، وخسارة المنتخب السعودي الأول لهم كرافد في استحقاقاته الحالية والمنظورة القريبة.
كلنا ثقة في منظومة كرة القدم السعودية، وأنها قادرة على إدارة العمل العلمي المتمكن فيما يخص مشاركة وحضورا سعوديا منافسا ومشرفا في مونديال 2034 الذي ستنظمه المملكة العربية السعودية على أرضها وملاعبها وتطلعاتها للرؤية الخلاقة.
يا ليت إعلامنا الرياضي يتفاعل مع هذا الحدث التاريخي منذ الآن من خلال تجديد نفسه، والخروج من مأزق النزق التشجيعي، ويستوعب ماهية دوره التنويري في أن يكون عاملا إيجابيا لدعم منظومة العمل الرياضي، وكل ما فيه رفعة وتطوير الرياضة السعودية، وفي مقدمتها لعبة كرة القدم، وأن يقدم مصلحتها فوق كل اعتبار.
على قنوات وبرامج الرياضة المرئية والسمعيّة والمقروءة أن تعيد صياغة أدواتها وتوجهاتها وكوادرها، وأن تنتمي إلى إعلام حقبة الرؤية السعودية وتواكب تطلعاتها الرياضية، وأن تتخلص من الفراسة المهنية وشلل المشجعين، وأن تكف عن تلويث فضاء الرياضة من نفس التعصب ورايات النادي الغالي والانتصار لجاهلية تهدم وتمزق مشروعاً نهضوياً رياضياً عارماً.
لا بد من وضع حد لجناية تمارسها دكاكين إعلام الأمية الرياضية الصفراء بحق رياضتنا السعودية منذ عقود، ظلت خلاله تفترس حلماً رياضياً سعودياً تأخر حدوثه، ولنضع كل شيء خلفنا، ولنبدأ منذ الآن خطوات جديدة تتجاوز النزق التشجيعي، وتتخلص من دكاكين الأمية الرياضية، وننضم إلى منارة الإعلام السعودي المستجد المستنير بقيم وتطلعات وأهداف الرؤية السعودية المباركة، وهو ما يجب أن تبادر إليه وزارة الإعلام بقيادة وزيرها الشاب الطموح بانتشال حال وأحوال الإعلام الرياضي الحالي من مأزقه ورسم خارطة طريق تجعل منه منبراً مشرفاً ومعيناً على تحقيق حلمنا النهضوي الرياضي الخلاق.
يا ليت الزملاء الكتاب والأساتذة الأكاديميين المتخصصين في علوم الرياضة يقدمون أفكارهم ومرئياتهم وأطروحاتهم المعينة على تحقيق حضور مشرف للكرة السعودية في مونديال 2034 .
وأيضاً على القائمين على الرياضة السعودية في مختلف المواقع والتكوينات الإدارية والتنظيمية خلق جسور تفاعل وتواصل مع كل من يريد خدمة وخير رياضتنا وكرتنا السعودية، والاستعداد لسماع الأفكار والآراء وإقامة المنتديات والمنابر والملتقيات الحوارية للتعرف والتأهل وتقصي كل الآراء والطروحات والأفكار بكل إيجابية ورحابة.
لنجعل الغرف المغلقة تتسع أكبر ما يمكن لكل الأطروحات والأفكار والاستماع لها والتعرف عليها.