هادي بن شرجاب المحامض
مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية تبدو حظوظ جو بايدن في خطر بعد المناظرة الأخيرة التي أثرت بشكل كبير على فرصه في الفوز. تتزايد التكهنات حول إمكانية حدوث انقلاب داخل الحزب الديمقراطي للتخلص من بايدن قبل أن يواجه دونالد ترامب في المناظرة المقبلة. السؤال المطروح الآن: هل سيتجرأ الحزب الديمقراطي على تغيير مرشحه، كما حدث في حالات سابقة داخل كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
فالحزب الجمهوري في عام 1964، واجه تحديًا كبيرًا عندما رشح باري غولدووتر، الذي كان يُعتبر مرشحًا مثيرًا للجدل بسبب مواقفه المحافظة المتطرفة. رغم الضغوط الكبيرة من داخل الحزب لتغييره، تمسك غولدووتر بالترشح، لكنه خسر بشكل كبير أمام الديمقراطي ليندون جونسون.
والحزب الديمقراطي في عام 1972، رشح جورج ماكغفرن، الذي كان يعتبر مرشحًا ضعيفًا، وخلال الحملة الانتخابية ظهرت معلومات حول نائب ماكغفرن، توماس إيجلتون، تتعلق بصحته النفسية، وتحت الضغط اضطر ماكغفرن لتغيير نائبه بمنتصف الحملة، لكنه في النهاية خسر الانتخابات أمام الجمهوري ريتشارد نيكسون.
من الواضح أن الحزب الديمقراطي يواجه أزمة داخلية مع جو بايدن.
المناظرة الأخيرة أظهرت ضعف بايدن وأثارت التساؤلات حول قدرته على المنافسة أمام ترامب رغم أن قواعد الحزب تجعل تغيير المرشح شبه مستحيل، إلا أن الضغوط الداخلية قد تؤدي إلى محاولات جادة لإيجاد بديل.
إن تغيير المرشح قد يكون ضرورياً للحفاظ على وحدة الحزب ومنع الانشقاقات في حالة بايدن، قد يكون الحزب مضطراً لاتخاذ خطوة جريئة لضمان تماسكه واستمرار دعمه من القواعد الشعبية في الولايات.
ومع ضعف بايدن الواضح، يخشى قادة الحزب من هزيمة ساحقة أمام ترامب، وهذا الخوف قد يدفعهم لمحاولة إقناع بايدن بالتنحي لصالح مرشح أكثر حيوية وقوة.
وإذا قرر الحزب الديمقراطي تغيير مرشحه، فسيكون عليه أن يتعامل مع عملية معقدة وطويلة قد تؤدي إلى معركة داخلية شرسة، وهذه العملية قد تترك الحزب في حالة من الفوضى والانقسام.
لذلك أقول إن تاريخ الانتخابات الأمريكية مليء بالسوابق التي شهدت محاولات تغيير المرشحين وسط الأزمات، الحزب الديمقراطي اليوم يقف أمام مفترق طرق إما أن يتمسك ببايدن ويخاطر بخسارة الانتخابات، أو يخوض معركة داخلية لتغيير المرشح، مستفيداً من دروس الماضي في كلتا الحالتين، الانتخابات المقبلة تعد بأن تكون واحدة من أكثر الانتخابات إثارةً في التاريخ الحديث.