د.م.علي بن محمد القحطاني
الحمد لله من قبل ومن بعد، ها هو موسم حج هذا العام انتهى بسلام ونجاح منقطع النظير بعد أن تمكنت كافة الجهات المشاركة في مهام الحج من تنفيذ الخطط الأمنية والوقائية والتنظيمية والصحية والخدمية والمرورية بدقة عالية وانسيابية سلسة، وتمت كل مراحل الحج في كل مناطق المشاعر المقدسة، براحة تامة وتوفير كل الخدمات لما يقارب مليوني حاج بأعلى معايير الجودة.
وبدأ الإعداد والاستعداد لحج العام المقبل 1446 بإذن الله بتقييم تجربة هذا العام لتحسين وتعظيم الفائدة من الإيجابيات وإصلاح وتلافي سلبياته واستكمال أو ابتكار الحلول والمبادرات لجعل الحج أكثر راحة وأميز رفاهية وتقييم كل ما حدث مع برامج الرؤية ومنها برنامج خدمة ضيوف الرحمن لتطوير منظومة خدمة ضيوف الرحمن وهذه من إجراءات أي إدارة حكيمة، بل هو سر النجاحات المتوالية (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) فكل عناصر ومراحل إدارة الكوارث والأزمات (التلطيف - الاستعداد - الاستجابة - المعافاة والتعلم) طبقت هنا تحسبا لأي طارئ وسأتناول هذا الموضوع بشيء من التفصيل في مقال قادم بإذن الله.
نرفع أكف الضراعة للمولى عز وجل بأن منّ علينا بهذا النجاح وسخر لنا أسبابه وقبل هذا وذلك بأن اختارنا لخدمة ضيوفه، نعم نجاح يفخر به كل مسلم على الرغم من فقاعات الصابون التي حاول أعداء الدين وأعداء المملكة ومعهم أعداء النجاح الترويج لها والاستفادة منها ولكن الله اثبطهم، فبعد أن أفشل خططهم بتنفيذ ما يعكر صفو الحج ويثير اللغط والشكوك حول قدرة المملكة في إدارة الحج بيقظة رجال أمننا البواسل لجؤوا إلى أساليب الخربشة والشخبطة على أسطح نجاحاتنا الناصعة وما هذه الشخابيط إلا فقاعات سرعان ما تكشفت ببزوغ شمس الحقيقة، فعلى الرغم من تغيير أسلوبهم بالتخفي تحت عباءات أخرى أي بالوكالة من خلال شركات السياحة والحج والعمرة المصرية وحتى بعد اكتشاف تلك الشركات يحاولون الترويج بأن الهدف من ذلك هو الجشع والربح المادي فقط وهذه نصف الحقيقة وأتمنى هنا أن تكون المواثيق الدولية والأعراف الدبلوماسية تجيز بأن تتم محاكمتهم هنا فالجرم حدث على أرض المملكة العربية السعودية والجريمة بحقها حتى وإن كان الجناة أشخاصا أو شخصيات معنوية أجنبية وكل ما نتج عنهم من أضرار بسمعة الدولة وما بذلته وتبذله من جهود وخسائر مادية ونفسية ومالية ونحن من أحس بحرقتها وآلمته تفاصيلها لكيلا تمر مرور الكرام فإني أجزم بأن ما اقترفوه يرقى إلى درجة أعمال التخريب والإرهاب والمساس بأمن الدولة.
ومن المؤكد أن هناك مساعدات ومساندة ودعم لوجستي لأعوان لهم سبقوهم في الوصول لتوفير الخدمات اللوجستية لهم من الداخل.
فالدولة تنفق المليارات ومئات آلاف من الكوادر البشرية وملايين ساعات العمل وعشرات المبادرات لخدمة الحجيج التي تبدأ من بلد الحاج حتى عودته، كل هذا بلا منّه لإدراكنا بعظم مسؤولية خدمة ضيوف الرحمن وليست الحكومة فقط، بل كل مواطن سعودي يتشرف بأنه من خدم ضيوف الرحمن والضرر لحق بنا جميعا وأتمنى أن يكون هناك في أنظمة المرافعات الحكومية ما يسمح للمواطن أو مجموعة من المواطنين رفع هذه الدعوى.
من البديهي أن تسارع حكومتهم للدفاع عن مواطنها، فهذه مهمتهم ولكن في المقابل لو عكسنا الوضع لطالبوا بأقصى العقوبات وأقاموا الدنيا وأقعدوها علينا.
كما قامت نقاباتهم وهيئاتهم وبعض إعلامهم والقنوات المأجورة بتجييش الرأي العام ضد السعودية والسعوديين لبث الفرقة وشق لحمة الشعبين الشقيقين وبدء ظهور بعض الآفات التي لا تمثل الشعب المصري النبيل بالتهديد على وسائل التواصل الاجتماعي بالويل والثبور والقتل لأي سعودي يجدون الفرصة سانحة للنيل منه وقد بدأنا نسمع ونشاهد في وسائل الإعلام عن ضحايا سعوديين ودائما ما تنسب هذه الجرائم إلى ما يسموهم بالبلطجية أو أرباب السوابق حتى وإن صح ذلك فالتحقيق لا يجب أن يتوقف هنا، بل البحث عن الدوافع والدافع (الممول).
فإني أجزم بأن ما اقترفوه يرقى إلى درجة أعمال التخريب والإرهاب والمساس بأمن الدولة ومما يؤكد أن ما حدث ليس أعمالا فردية وأن ما بدأته الشركات السياحية تبعه دور من يحاول تصوير نتائج جريمة مكاتبهم السياحية من مصابين وفبركة مشاهد مزيفة لإكمال مخطط التضليل والإضرار والإساءة لسمعة المملكة والفصل الأخير من المسرحية ظهور المنافحين عنه بغباء وجهل أو الاستجداء والتوسل من أهل وأقارب الحلقة الأخيرة من تلك السلسلة التي لن تنتهي بحجة مرضه أو حسن نيته، أين هؤلاء المتباكون قبل وأثناء ما حدث كما أن كونه محاميا ينفي أي ادعاء بجهله أو حسن نيته فهو يعي تماما خطورة ما قام به وعواقبه الوخيمة واقترفه عن سابق إصرار وتخطيط وترصد كما أن حججهم جاهزة دائما.. مريض... وصحته خطرة... وحسن النية... والجهل وكلها باطلة في هذه الحالة
فشعار يسر وطمأنينة هدف ويهدف إلى رحلة ميسرة لضيوف الرحمن من بلدهم ومطارات القدوم يضاف لها بإذن الله الطمأنينة فور دخولهم المجال الجوي لها فأمن الحج خط أحمر لن ننتظر حتى الوصول إليه.