هديل الحارثي
عندما نتحدث عن السينما السعودية، يتبادر إلى الذهن صورة متناقضة بين الواقع والطموحات، بين الإمكانيات الكبيرة والنتائج المحبطة. فهل حان الوقت لنقول وداعاً للزخارف السينمائية الفارغة ونستثمر في القصص ذات المغزى؟
إن الرؤية الجديدة للسينما في المملكة العربية السعودية بدأت تأخذ زخماً، لكن العديد من الأفلام السعودية تبقى محاطة بالجدران المرتفعة للتقاليد والتوقعات المجتمعية.
فالسؤال الذي يطرح نفسه: هل تمتلك الأفلام السعودية الروح التي تميز السينما العالمية؟
عندما ننظر إلى الأفلام الناجحة عالمياً، نجد أن القصة هي المحرك الأساسي والروح الحقيقية للفيلم. إنها التي تلتقط الانتباه، وتشد الجمهور، وتترك أثراً عميقاً في نفوسهم. ولكن في السينما السعودية، يبدو أن القصة غائبة أو على الأقل مخفية خلف زخارف سينمائية براقة وفارغة.
رغم وجود مخزون ثري من الأفكار الإبداعية والحوارات في المجتمع السعودي، إلا أن الأفلام السعودية لا تزال تعاني من نقص حاد في جودة القصص. فالقضايا الحيوية التي يجب التركيز عليها وتصويرها تظل مهمشة، في حين يُفضل استخدام الوقت والجهد في تزيين الشاشة بمشاهد مثيرة وتأثيرات خاصة بدلاً من التفكير في كيفية إيصال رسالة معينة أو إلهام الجمهور.
لتطوير السينما السعودية وجعلها تنافس على الساحة العالمية، يجب أن نتجاوز الزخارف السينمائية ونركز على بناء قصص تثير الاهتمام وتحمل رسائل قوية. ينبغي على صناع السينما في المملكة أن يتحدوا لاكتشاف وتعزيز المواهب السينمائية والكتاب السينمائيين الذين يمتلكون القدرة على كتابة قصص تلامس القلوب وتحرك العقول.
على الرغم من التحديات، إلا أن هناك أملاً في مستقبل السينما السعودية، إذا ما تمكنت من تركيز جهودها على تطوير القصص وتقديم محتوى يعكس الحياة السعودية بشكل شامل ومتعدد الأبعاد. إذا ما استطاعت السينما السعودية أن تجعل القصة هي البطل الحقيقي في أفلامها، فإنها بالتأكيد ستحقق نجاحاً مبهراً وستصنع تأثيراً حقيقياً على المستوى المحلي والعالمي.