سهم بن ضاوي الدعجاني
«مدينة مسك» أصبحت خلال سنوات معدودة واقعا وطنيا، وأنموذجا عالميا بمواصفات سعودية، بل إنها أصبحت وجهة الشباب السعودي الطموح، فهي تتبنى رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، المؤسس ورئيس مجلس إدارة «مسك»، لتصبح أول مدينة غير ربحية في العالم من نوعها، صُممت لتكون مدينة محورها «الإنسان»، تركز على الشباب، فقد أصبحت وجهة حضارية لاحتضان العقول الشابة والمبدعة لتعيش وتتعلم وتبتكر، تسعى من خلال مبادراتها النوعية إلى تعزيز مفهوم القطاع غير الربحي لدى الشباب السعودي لصناعة مستقبل فعّال!، ولتحقيق هذا عملت على ابتكار «جغرافيا» جديدة لبيئة العمل فقد صممت مساحاتها المكتبية لتلبية احتياجات رواد الأعمال، وتوفير بيئة عمل مميزة ومختلفة، حيث تتكون من ثلاثة مبان مكتبية تمنح إطلالات مباشرة على الوادي وتوفر إمكانية الوصول إلى مختلف مرافق مدينة مسك ومعالمها بسهولة؛ مما يضمن الاستدامة وتعزيز سبل التواصل، ثم يأتي بعد ذلك منطقة المشراق (لاحظوا الاسم القادم من أعماق قاموسنا السعودي الأصيل)، وهي عبارة عن مساحة مجتمعية للأعمال والعيش والترفيه، والتي تعد ثاني أكبر منطقة في «مدينة مسك» تمتاز بمساحات واسعة للتجزئة والسكن والمكاتب وحاضنات الأعمال والترفيه وتعد مركزًا متنوعًا يربط المدينة بالمناطق السكنية والمرافق العامة وأماكن العمل حيث يمد جسور التواصل الاجتماعي ويُشجّع الابتكار والإبداع ليستمتع زوارها بتجربة تفاعلية مميزة وحصرية.
«ملتقى المدينة» صمم بمساحات تفاعلية مفعمة بالإبداع والابتكار تستقبل عددًا من الفعاليات والأنشطة وتقدم دورات وورش عمل لإثراء الشباب السعودي وتمكين طموحاتهم الملهمة في جميع مراحلهم العمرية، والذي استضاف قبل فترة هاكاثون الذكاء الاصطناعي التوليدي «NextGen AI» ضمن مسار مسك الريادة؛ لتقديم حلول ابتكارية وعملية وتطوير قدرات الشباب الواعد في مجال الذكاء الاصطناعي، وهذه المدينة ستحتضن قريبا المقر الإقليمي الأول «لمؤسسة بيل وملينيدا غيتس» العالمية لدعم وتمكين ومشاركة الشباب في القطاع غير الربحي بالمملكة من خلال مجالات: التعليم والتقنية والصحة والقطاع غير الربحي.
السؤال الحلم
إن نجاح «مدينة مسك» في بناء مجتمع حيوي مستدام نابض بالحياة، غني بالتجارب الملهمة والإنجازات النوعية التي تجمع بين الابتكار والإبداع والتعليم، مرهون -في نظري- بقدرة العقول الصانعة لهذه المدينة، في جعلها قابلة للاستنساخ في بقية مناطق المملكة، من خلال تعزيز أساليب ثقافة البناء المؤسسي والابتكار في حياة أجيالنا القادمة، والدفع بها نحو آفاق جديدة تعزز ثقافة «الاستدامة» بمختلف مفاهيمها، وتتعهد بتنمية القدرات الشبابية السعودية.
«مدينة مسك»، تسعى إلى أن تكون نموذجا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال تطبيق أعلى معايير الاستدامة والأبنية الخضراء، وذلك تناغما مع مبادرة «السعودية الخضراء»، من خلال تنفيذ مشاريع متجددة تعتمد على الطاقة الشمسية والحلول الذكية في أنظمة إدارة المباني والنفايات والمياه، باستحداث حلول نقل ذكية واكثر كفاءة تحول حركة المرور إلى تجربة سلسة، وهنا تذكرت ما قاله السيد ديفيد هنري الشريك المخضرم والرئيس التنفيذي لـ»مدينة مسك» بأن قابلية العيش في المدن الجديدة تعتمد بشكل كبير على المدن الذكية، لأن المدن الذكية وجدت لتُساعد الناس في حياتهم، وأن التقنيات اللاسلكية، وتفعيل الإشارات المرورية، وعنصر الاستدامة في المدن الذكية هي من عناصر (لحياة أفضل)، كما قال أيضا: «التعليم» هو حجر أساس أجيال المستقبل في جميع أنحاء العالم، والكلمة الرنانة الآن هي «التعليم المستدام» أو التعليم مدى الحياة، مشيراً إلى أنه لا يمكن تحقيق أي شيء في الحياة إذا لم تكن مُتعلماً.