محمد بن علي بن عبدالله المسلم
معلوم أن الحج ركن من أركان الإسلام الخمسة وبشرط الاستطاعة (الصحية والبدنية والمالية) بل والأمنية لذلك في العهد السعودي ومنذ عهد الملك عبدالعزيز (طيب الله ثراه) والمملكة تعمل وبكل اخلاص على تهيئة أجواء الحج والعمرة لضيوف الرحمن، والكل يعرف ما كان يعاينه حجاج بيت الله الحرام من خوف من السلب (بل والإتاوات)، حتي أن الحاج يودع أهله عند سفره للحج مدة قد تصل لأشهر حسب وسيلة المواصلات في ذلك الزمان وليس بضع ساعات كما هو الآن من أقاصي الكرة الأرضية.
المملكة وبكامل أجهزتها تعد وتخطط للحج بعد انتهاء الموسم مباشرة وكونت لذلك «لجنة الحج المركزية» ويرأسها سمو أمير مكة المكرمة تجتمع عادة بعد كل موسم مباشرة لدراسة أية عوائق أو مشاكل واجهت الحجاج خلال الموسم وتخطط للموسم القادم للتطوير والتحسين، أي أن عمل اللجنة مستمر طوال العام وتشارك فيه جهات حكومية، وخاصة في أعمال الحج بتقديم أكثر من 200 خدمة ويشارك ونحو ربع مليون موظف وموظفة في تقديم هذه الخدمات.
في هذا العام 1445هـ بلغ عدد الحجاج المصرح لهم أكثر من 1.8 مليون حاج وهنا أؤكد على (المصرح لهم) فقد سبق أن أصدرت الحكومة السعودية قراراً تنظيما بأنه (لا حج بدون تصريح) لتتمكن الحكومة من التخطيط والتنظيم الأمني والصحي وتقديم الخدمات التي يحتاجها الحاج والمعتمر وتسهيل أمور الحجاج من جميع النواحي، ولتلافي أية عوائق قد تواجه الحجاج.
لقد أعلنت المملكة لكل دول العالم قرارها بأنه (لا حج بدون تصريح) وبلغت به كل الدول، ومن ذلك عدم تحويل تأشيرة الزيارة إلى حج ونتج عن مخالفة هذا التنظيم وفيات لقيام شركات سياحية بإحضار حجاج بتأشيرة زيارة وأوهمتهم بأنها للحج أيضاً مما يعنى أن الحاج غير مؤمن له سكن ولا مواصلات للمشاعر المقدسة، رغم أن موسم هذا العام وقع في ذروة حرارة الصيف ونتج عن هذا التحايل وفيات لعدد كبير من الحجاج أكثر من ألف حالة وفاة معظمهم من مصر والأردن، بل وحتي هناك وفيات لحجاج من أمريكا!! أتوا بتأشيرة زيارة أو بدون تصريح للحج وعن طريق شركات سياحية (حسب إفادة أبنة متوفى ومتوفاة من أمريكا!!) حتي أن أحدى القنوات (الحرة) كتبت «وفيات مكة تكشف عن» (عالم سفلى) من منظمي رحلات الحج وفي تصريح لمعالي وزير الصحة فهد الجلاجل أفاد بأن عدد الحجاج الذين توفوا جراء الإجهاد الحراري بلغ 1301 شخص 83 % منهم من غير المصرح لهم بالحج!! وأن أغلب هؤلاء «ساروا مسافات طويلة تحت أشعة الشمس بلا مأوى ولا راحة وبينهم عدد من كبار السن ومصاب بالأمراض المزمنة». وقد قامت مصر والأردن بالتحقيق مع شركات سياحية نقلت حجاج بلا تصريح.
في كل عام تقوم حكومة المملكة بعمل مشاريع جديدة تخص الحج والحجاج وتسهيل الحج على الحجاج والمعتمرين ففي هذا العام.
- تم طلاء الأرض (للمشاة) بلون أبيض لتخفيض حرارة الأسفلت (وانعكاس الحرارة) من 70 درجة إلى 50 درجة مئوية - أطول ممشى في العالم
- دورات مياه جديدة أكثر من 8000 دورة مياه حديدة من دورين.
- عشرة آلاف سكوتر للمشاة.
- تشغيل مشروع حافلات مكة بسعر 4 ريالات فقط وقطار الحرمين بـ8 ريالات.
- تم تقديم أكثر من 1.3 مليون خدمة صحية للحجاج بما في ذلك عمليات قلب.
- ولا ننسى مبادرة طريق مكة - عملت المملكة وفي عدد من الدول تسهيلاً للحجاج ومن ذلك استخراج تأشيرة الحج الكترونيا وإكمال إجراءات استقبالهم ووصولهم للمملكة بأنهاء جميع إجراءات الوصول من مطارات دولهم (مطار الإقلاع) بما في ذلك خدمات الأمتعة بدلاً من مطار جدة واستقبالهم وتوديعهم بطريقة مؤثرة جداً هذا.- أضافة إلى قطار الحرمين وقطار المشاعر وغيرها من التسهيلات.
باختصار:
- قال الله تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ} (البقرة آية: 197).
- رغم جهود الحكومة السعودية ونجاحها في إدارة الحج وما قدمته وتقدمه لحجاج بيت الله الحرام ومنذ عهد المؤسس (رحمه الله) إلا أنه يخرج علينا وفي كل موسم ممن يحملون حقداً على المملكة بالتحريض وبالنقد والتقليل من هذه الجهود المميزة مثل إجازة ما يسمي بالإخوان جواز الحج بدون تصريح ومخالفة ولي الأمر!! وما يهمنا هو رضي الله أولاً ثم رضي الحجاج وما وجدوه ولمسوه من الخدمات والتسهيلات المميزة من قبل جميع الجهات ذات العلاقة بل من المتطوعين.
وبالله التوفيق