عبد العزيز الهدلق
عندما يقضي اللاعب قرابة عشرين عاماً في الملاعب جلّها في الفريق الأول فإنه لن يقضيها مثالياً في سلوكه ونموذجياً في انضباطه، ولن يحظى بقبول الجميع، أو حتى عدم انتقادهم. فلا بد أن يكون هناك تقصير، وزلة، وخطأ. وهو كأي إنسان آخر في هذه الحياة.
وسلمان الفرج الذي ودع الهلال مؤخراً وكان قائد الفريق لسنوات، وشهد تحقيق عدد كبير من البطولات، وتوج مسيرته بمنجزات فريدة يتمناها أي لاعب كرة. كان من الزلات الشيء الكثير. ولكن ما يشفع له عند الهلاليين أنه منهم وفيهم، وأنه قدم عطاءات وساهم في تحقيق منجزات.
نعم هو لاعب محترف وأخذ مقابل كل ما قدمه من جهد وعطاء، ولكن لاعب الكرة النجم والمبدع يكون له حب مختلف لدى جماهير ناديه. ولا تنظر لعطائه بمقياس الاحتراف. أخذ وعطاء. وإنما بحب وعاطفة، وأحياناً تقسو عليه، وأحياناً أخرى تغفر له زلاته، بل تدافع عنها.
وسلمان الفرج كأي لاعب آخر له ما له، وعليه ما عليه. وربما تكون طريقة نهاية علاقته مع نهاية لم تكن بالشكل المأمول الذي ينتظره كل هلالي. فقد أوضح البيان الذي أصدره النادي أن مجلس إدارة شركة نادي الهلال قد اتفق مع اللاعب سلمان الفرج على عدم إكمال مشواره الرياضي مع النادي مقدما مجلس إدارة شركة النادي شكره وتقديره للاعب.
هذه الصياغة تخفي وراءها الشيء الكثير، وأهمها أن اللاعب هو الذي طلب إنهاء مشواره مع النادي والإدارة استجابت لرغبته. بدليل تصريحات اللاعب بعد نهائي كأس الملك الذي فاز به الهلال نهاية الموسم المنصرم والذي قال فيه:
ما فيه لاعب دائم، ممكن أنا اعتزل ممكن أروح لنادٍ ثانٍ. هذه هي كرة القدم.
لم يتحدث عن فرح أو شعور بالسعادة بتحقيق الكأس. بل كان في ذهنه كلام جاهز وكان متحفزاً لقوله.
وسلمان الذي يبلغ من العمر (34) عاماً وهو سن الاعتزال وتوديع الملاعب الطبيعي لأي لاعب كرة قدم كان جديراً به أنه يكون تفكيره مختلفاً. وهو اللاعب الذي غاب في المواسم الثلاثة الأخيرة بشكل جعل الفريق يتخطى الاعتماد عليه. بل إنه حقق أكبر إنجاز في تاريخه وتاريخ الكرة السعودية والآسيوية بحصوله على لقب وصيف أندية العالم دون مشاركته.
ولو أن سلمان وازن بين كفتي الأخذ والعطاء لوجد أنه أخذ من الهلال أكثر مما أعطاه. فكم مباراة لعبها كاملة خلال عقده الاحترافي الحالي.!؟ وهل المباريات أو الدقائق التي لعبها توازي حجم ما استلمه من رواتب ومن حب جارف قدمه له المدرج الأزرق!؟ بالتأكيد لا. فالهلال أعطى سلمان أكثر مما قدم سلمان له. ولكن لأن الهلاليين أوفياء مع لاعبيهم ونجومهم فلم يحاسبوا سلمان بالورقة والقلم والرقم. فقد عدوه ضمن نجومهم وأساطيرهم. وحققوا له مراده بالخروج، واختيار النهاية بالطريقة التي يفضلها. وحفظوا له قيمته وحقوقه، فلم يماطلوا، ولم يساوموا، ولم يضغطوا ليتنازل عن حقوق، ويسقط رواتب.! بل أخذ حقوقه المالية وأكثر، وأخذ حقوقه المعنوية وأكثر، وأخذ حقوقه العاطفية وأكثر.
دخل النادي بحب وخرج بحب أكبر.
وستكون غلطة سلمان بحق نفسه وتاريخه فيما لو قبل أي عرض من أي نادٍ بعد رحيله عن الهلال. فهو لن يقدم أي شيء في هذه المرحلة العمرية، وسيفقد حبا عظيما من جماهير الهلال مثلما فقده لاعبون آخرون فضلوا الانتقال وخسروا كل شيء! وإن كانوا قد ربحوا المال.
زوايا
* في بطولة اليورو 24 كان هناك من يفرح لفوز منتخب البرتغال أكثر من فرحه لفوز المنتخب، وحزن لخسارته وخروجه أكثر مما حزن لخسارة المنتخب! هؤلاء نظرتهم وعقولهم لا تتعدى ألوان أنديتهم.!
* سيبقى وجود «لودي» في القائمة الزرقاء غصة في حلق الفريق وفي حلق كل مشجع هلالي. لن تزول إلا برحيله.
* إذا صدر جدول دوري روشن بأخطاء الماضي فذلك يعني أن لا جدوى من انتظار تطور في المسابقة الأقوى. فالأندية تبحث عن عدالة منافسة حتى في مواعيد إقامة المباريات.
* كانت جميلة ألوان ملابس فريق النصر الرياضية التي ارتداها اللاعبون أثناء مغادرتهم للمعسكر في البرتغال. فقد كان الأزرق والأبيض كعادته زاهياً وطاغياً. ولعل من اختار هذه الألوان له مقاصد لإحداث التأثير النفسي الإيجابي على اللاعبين.
* في مثل هذه الأيام من العام الماضي كان لاعبو الاتحاد يقضون معسكرهم الإعدادي في الباحة بممارسة ألعاب نقل الماء وشد الحبل وكان المرح يسود أجواء المعسكر.
* معسكر النصر الإعدادي الخارجي انقسمت إقامته ما بين بلدي المدرب كاسترو والمدير الرياضي هيرو حيث ستكون نصف المدة الأولى للمعسكر في البرتغال والنصف الثاني في إسبانيا.