احمد العلولا
لاشك أن قرار تخصيص عدد من الأندية على مرحلتين مقبلتين، يعد توجهاً إيجابياً نحو بناء قاعدة وبنية تحتية رياضية فائقة الجودة بهدف مسايرة الركب الحضاري الرياضي العالمي، واليوم بلادنا بدعم كبير لامحدود من قبل حكومة والدنا سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- تسير قدماً في سبيل تحقيق تطلعات القيادة ورغبات أبناء الشعب الكريم الوفي، ما أن صدر قرار التخصيص، إلا وقوبل بفهم خاطئ جداً ينم عن عاطفة جياشة، ليس إلا، الأكثرية الساحقة اعتقدت مثلاً بأن نادي الرياض سترعاه شركة عملاقة، كما حدث للقادسية مع أرامكو، وهذا في الواقع غير صحيح، مجال الاستثمار في تلك الأندية المعلن عنها على مرحلتين (الباب مفتوح) لمن يرغب سواء من الداخل أو الخارج لتقديم عرض الاستثمار، ومن ثم تتم دراسة العروض المقدمة، ولكل حادث حديث، ولعل خير من تطرق لموضوع التخصيص هو الصديق الدكتور مقبل بن جديع المتخصص في هذا المجال، نائب رئيس نادي الرياض سابقاً، وذلك في تغريدة له نشرت على منصة إكس، العالم طارت بالعجة، لكنها كانت بعيدة عن الواقع، بينما كان (مقبل) قد أقبل بتوضيح التخصيص بالشكل المناسب، علينا عدم التسرع في اصدار أحكام تدفعها العاطفة، وسامحونا.
كنت بين هولندا وتركيا
مباراة المتعة والإثارة، تجسدت في لقاء مميز اتسم بالندية والتكافؤ، هولندا، منتخب ما يعرف بـ الكرة الشاملة أيام العمالقة أمثال كرويف، نيسكنز، خوليت، ريكارد، باستن وغيرهم، كان ذلك العقد الفريد نهاية السبعينيات الميلادية، افضل منتخب عالمي يلعب الكرة الشاملة، وحينها تأسست ثانوية اليرموك الشاملة بالرياض، حيث نظام الباب المفتوح، والدراسة بالساعات، كما هو في الجامعات، وهو نظام الكرة الهولندية الشاملة تقريباً، بصراحة، تعاطفت مع الأتراك بعد هدف السبق، ولكن ما الحب إلا للحبيب الأول، سرعان ما قلبت رغبتي تلك، وعدت مؤبداً للبرتقالي، متمنياً له الفوز وهذا ما حدث، وكما أطاح بتركياً في دور الثمانية ،، أرجو أن يزيح الإنجليز من طريقه في دور الأربعة على أن يبلغ النهائي وينتزع البطولة الأوروبية، تلك مجرد أمنية عاشق سابق لـ جماعة كرويف - متقاعد حالياً - وسامحونا.
الصين بين (يورو) و (كوبا أمريكا)
يبدو أنني أقل الناس حظاً في متابعة مباريات بطولة قارتين، والسبب هو تواجدي في الصين، ونظراً لفارق التوقيت، حيث تقام المباريات في وقت متأخر في الشرق، وبحكم أنني من محبي النوم قبل منتصف الليل، لم أتمكن من مشاهدة أي مباراة، وقد حمدت الله كثيراً بعد عودي أن استطعت رؤية الدور ثمن النهائي الجاري حالياً في بطولة اليورو، والتي أطاحت بمنتخب البلد المضيف (المانشافت ) على يد (الماتادور) الاسباني، أن تصل متأخرا خير من أن لا تأتي أبداً، وهذا ما ينطبق على شخصي، وكأنني من النوع الذي لا يقبل بـ المقبلات أو فواتح الشهية ويريد مباشرة التوجه لـ المفطح سيكون لقاؤنا بإذن الله على (حاشي) مساء الأحد المقبل في نهائي القارة العجوز، والذي لا أعرف طرفي تلك المباراة، وسامحونا.
بعيداً عن الرياضة
الوقت الضائع و(بدل الضائع)
العنوان هو مصطلح رياضي، في المنافسات الرياضية، وخاصة في كرة القدم، الكل يتحدث ويصرخ، أحتسب الوقت يا حكم !
وفي حياة الفرد اليومية، أكثر شيء يتم تضييعه هو هذا الوقت (المجني عليه) و(الضحية) التي نعلق عليها كل أخطائنا وعيوبنا وبالذات في مجال التقصير بحق الله والأقارب، تلك هي شماعة، ما عندي وقت!
وسيأتي اليوم الذي سيسأل عنه الله جل جلاله، بماذا أفنيت وقتك؟ هذا هو الشيء الضائع الذي لا يزال البحث جارياً عنه، أين الوقت؟ وكلنا نعلم للأسف أننا لم نقدر قيمته، لذا ذهب معظمه في توافه الأمور، وفي اكتساب السيئات، نسب ونشتم عند مشاهدة مباراة، ونعتبر ذلك قمة الاستمتاع، وعند أداء الصلاة، تغيب متعة الاستمتاع في التفكير بقدرة الخالق والبعض (ينقرها نقراً) ولو سألته؛ لماذا أنت مستعجل؟ لكان الجواب التافه، ما عندي وقت، عندي موعد عاجل أريد اللحاق به!
ومن المؤكد جداً بأنه في غاية التفاهة، كأن يكون على موعد مع صديق في (كافيه) علينا مراعاة الله في تمضية الوقت بمناسبة حلول العام الهجري الجديد، ذلك الشيء الذي أن ذهب، لن يعود ابداً، مهما طال الزمن أو قصر، ولنعلم بأن عمر الواحد منا يقضي ثلثه في النوم، وثلثه الأخر في اللهو واللعب فضلاً عن ممارسة رياضة (السب والشتم) خلال متابعة المباريات، ويأتي الثلث المتبقي بين هذا وذاك، نسأل الله أن نتمكن من قضاء وقت ماتع مع كتاب الله، والاستمتاع في تأدية الصلاة، وغيرها من الواجبات المكتوبة وغير المكتوبة، لقد قيل من قبل في وصف الوقت بأنه كـ السيف وسامحونا.