علي الخزيم
- مؤسف جداً أن يَعمَد برلمان دولة عربية إسلامية للتصويت على إقرار تحديد إجازة رسمية للاحتفال بذكرى حدث مضى عليه أكثر من 1435 سنة (وتشريعه كعيد ثالث) حيث تزعم طائفة دينية هناك بأن الرسول الأعظم محمد- صلى الله عليه وسلم- أثناء عودته من (حجة الوداع) وفي 18 ذي الحجة سنة 10 هجرية قد خطب بالناس بمنطقة تسمى (غدير خم) بين مكة المكرمة والمدينة المنورة وأن المصطفى قد أوصى - بحسب زعمهم - بتولية علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالخلافة من بعده؛ وهي روايات منكرة لم تثبت ولم تصح.
- ومما يدعو للاستغراب أن تسعى هذه الدولة رسمياً لتكريس تلك الروايات على ما يشوبها من شبهات وأكاذيب هدفها تأجيج نار الفتنة وبعثها كلما خَبَت بين أتباع فئتين جميعهم مضوا إلى نهايتهم بعد خلاف أدى إلى مناوشات انتهت إلى ما انتهت إليه، خسر فيها من خسر ولا يبدو أن فيها رابحاً إذا ما قيست الأعمال بنهاياتها ومآلاتها، التي تزيد إشعال الفتنة بين الإخوة.
- تحديد إجازة رسمية لدفع الطلاب والموظفين للاحتشاد وترديد الأهازيج والأناشيد لشتم صحابة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وأزواجه أمر ليس من السهل على أمة الإسلام تجاوزه والصدود عنه، وحري بالمنظمات والهيئات والدوائر الإسلامية الالتفات لهذه القضية والمصيبة التي تتسع وتكبر دائرتها ومحيطها بالتوظيف الرسمي للمُدوّنين والشعراء والمنشدين للقيام بالأدوار المضللة لجعل المناسبة أشبه بالأعياد الإسلامية التي أقرها الشرع.
- مع كافة المحاولات واللقاءات والاجتماعات وسبل التقارب مع بعض الأشقاء الهادفة لردم الفجوات وتجسيرها للتقريب بين وجهات النظر ولزيادة اللحمة العربية الإسلامية بين الأقطار العربية تجد من لا يعجبه هذا التوجه بل ويعمل على ابتكار كل المضادات السلبية للتأثير على هذه الجهود الخيرة وتفكيكها وإفراغها من مضامينها، لماذا؟ الهدف هو خدمة أجندات وتوجهات مشبوهة بل أكيدة وباتت مما يُصرَّح به ضد أي توجه عربي إسلامي، وميل لجهات ترتب وتخطط لهذا الهدم والتخريب لمصالح العرب والمسلمين وتفريق صفوفهم.
- كيف لنا أن نصدق التصريحات واللقاءات المتلفزة التي يتشدق خلالها مسؤولون من تلك الدولة الشقيقة وأمثالها زاعمين أننا إخوة التراب والدم والدين! ثم يتم الإعلان عن برامج ومخططات وإجراءات كلها تخالف وتناقض كل تلك المزاعم البراقة التي ربما كان الهدف منها مكاسب آنية ومستقبلية خلفها نفاق وتقية؛ كما أن المآرب الطائفية الحقيقية عكس ذلك تماماً، والأعجب أن من يديرون هذه الممارسات يفترض أنهم من ذوي الفكر والعلم والمعرفة والنزعة الوطنية! فالواضح أنهم مسلوبو الإرادة والأفهام.
- كان المتابع والمراقب للمستجدات يستغرب افتعال أحداث وأعمال شغب في المقدسات الإسلامية والمشاعر أثناء مواسم الحج والعمرة؛ واستخدام ما يطلق عليهم (الأدوات المتشردة) بين العواصم الأوروبية لبث ونشر سمومهم المغرضة ضد قيادتنا الحكيمة ولتشويه كل الجهود الكريمة المباركة لخدمة المقدسات والمشاعر وضيوف الرحمن من الحجاج والزوار، غير أن هذا الاستغراب أخذ يتبدد حين نرى هؤلاء الأشقياء وزعماءهم يخربون بلادهم بكل مقوماتها الحضارية خدمة لطغاة وشراذم لا تريد لهم إلَّا النهايات المدمرة، ألا تستيقظوا من سباتكم؟ فلا يستَخِفنَّكم الحاقدون ومن ورائهم الشيطان.