سمر المقرن
الشخص العنيد كمن يتعلم السباحة على رمل أو حصير فأبداً لن يتعلمها مهما طال الزمن ولن يجني إلا التعب والحسرة والندامة.
والعِناد طبع لئيم يصاحبه الاستكبار في قلوب حاسدة ومستكبرة ومستنكفة لا تعترف بالخطأ، وترى في الرجوع إليه ذلة ومهانة وقصوراً وهم لا يدرون في حقيقة الأمر أنهم وقعوا في الذلة والمهانة بعنادهم!
ويتغذى العناد من إقحام الإرادة والكبر أنفسهم لتحل محل العقل والمنطق في سلوكيات الإنسان، فيرسم مستقبله المشوّه بالعناد سواء إن كان موظفا أو طبيبا أو عالماً أو حتى ربة منزل تستلم للعناد في فعل ما ولو كان بسيطا فيكون بيتها أوهن من بيوت العنكبوت! أو زوج لجّ في عناده فقضى على مستقبلة ومستقبل أسرة بأكملها هدمها بيديه نتيجة موقف قد يكون تافها استسلم فيه لشهوة الكِبر والعناد. وهكذا في باقي مواقف أفرزها سُم العناد.
وأتذكر حادث طلاق في إحدى الدول العربية عندما تمسكت الزوجة برأيها أن يخلع الزوج حذاءه خارج باب المنزل، بالمقابل هو عاندها وتمسك بالرفض فكان الطلاق مصير زواج لم يستمر أكثر من أسبوع!
في العناد يتوقف تفكير الشخص تماماً ويجنح إلى التمسك بالذات والإصرار على الموقف مهما كان الفعل أو التصرف خطأ، والغريب أن الشخص قد يعترف بأن العناد قد أدى لخسارته الكثير من قبل، ورغم هذا يستمر ليربح مزيدا من الخسارات. وحتى إذا انتبه لخطئه قد يحاول جبر ما حطمه العناد ولكن بعد فوات الأوان!
والعناد أنواع، اطلعت على بعض الكتب والدراسات التي أكدت أن النوع الوحيد المستحب والمرحب به في العناد هو عناد المثابرة من أجل الوصول لغاية معينة في العمل أو الحياة الدراسية وغيرها، وبخلاف ذلك فإن العناد مفتقد للوعي وعواقبه وخيمة وكارثية كالذي يصل إلى أذى الشخص لنفسه دون سبب واضح! ومن المهم ألا نغفل عن وجود العناد الفسيولجي وهو ناتج عن الإصابة بأمراض معينة فتجعل الشخص عنيداً ومضطرباً دون إرادته!
ولا يتوقف العناد عند بين الأشخاص فهناك أنواع خطيرة من العناد قرأنا عنها على مر الزمان وهو العناد في تعصب بعض الجماعات والطوائف والفرق ضد بعضها البعض، التي قد ينتج عنها حروب أهلية مدمرة وضحايا من آلاف القتلى والجرحى ضحايا العناد، وعناد أقوام ضد الحق فأهلكها تماما كعناد كقوم نوح وغيرهم من الأقوام!