خالد بن حمد المالك
يتحدث الأمريكيون عن أن اختيار الحزبين لبايدن وترامب كمرشحين للرئاسة القادمة كما لو أنه ليس بين الـ400 مليون وهم سكان أمريكا شاب كفء لقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والعالم، على أن ظاهرة الاعتماد على كبار السن تكاد تكون حالة أمريكية في انتخابات السنوات الأخيرة في أمريكا، وتفرداً خاصاً بها بين دول العالم.
* *
الإشكالية أن أحد المرشحين يعاني من وضع صحي وذهني يشك حزبه في قدرته على أداء وظيفته كرئيس لأمريكا لسنوات أربع قادمة، والآخر مثقل بالتهم والإدانات، ما يجعله في وضع مشكوك في قدرته على أداء مسؤوليات الرئاسة دون ضغوط، فضلاً عن أنه لا يختلف عن منافسه في مسألة وصوله إلى خريف العمر.
* *
أمريكا الآن أمام خيارات صعبة، فبايدن كان يراهن على إقصاء ترامب اعتماداً على أحكام وتهم ظن أنه سوف يحقق بها انتصاراً كاسحاً على منافسه، فإذا بالمناظرة بينهما تسقطه بدلاً من أن تسقط خصمه، وإذا بحزبه الديمقراطي لا يرى فيه القدرة على المنافسة، وأن عليه أن ينسحب من السباق لصالح مرشح جديد.
* *
ترامب من جانبه يلتزم الصمت بعد المناظرة، مستمتعاً بالخلافات بين بايدن وحزبه، لتأتي كل الخيارات حتى الآن لصالحه، فقد هزمه بالمناظرة، وحصل على حماية من المحكمة العليا ضد التهم والأحكام التي كان سيواجهها، وتبدو حظوظه حتى الآن كبيرة في العودة إلى البيت الأبيض، خاصة إذا ما أصر بايدن على أنه المرشح الوحيد للحزب.
* *
إشكالية الرئاسة في أمريكا وارتباك أداء البيت الأبيض، يبدو أنها من تداعيات رئاسة ترامب ثم بايدن، والآن من أن الرئيس القادم سيكون من أحد الاثنين، وكأن أمريكا تتجه نحو المجهول ما لم يحدث من مستجدات غير ما نراه الآن.