هادي بن شرجاب المحامض
في عصر التكنولوجيا الرقمية، أصبح البودكاست وسيلة شعبية للحصول على المعلومات والترفيه. إلا أن هذه الوسيلة تحمل في طياتها جانبًا مظلمًا، حيث يستغل بعض المؤثّرين نشر معلومات مضللة وتوصيات غير صحيحة بهدف تحقيق أرباح شخصية واستعراض ممتلكاتهم الفاخرة.
يتربع بعض المؤثّرين على عرش البودكاست بفضل مواضيعهم المثيرة وأساليبهم الجذابة، لكن خلف هذا البريق يكمن واقع آخر. هؤلاء الأشخاص غالبًا ما يكونون ورثة لثروات طائلة، مما يتيح لهم عرض نمط حياة فاخر لا يستطيع معظم الناس تحقيقه. ورغم ذلك، يقدمون أنفسهم كنماذج يُحتذى بها، مما يؤدي إلى تضليل المستمعين حول طبيعة النجاح الحقيقي.
لا يكتفي هؤلاء المؤثّرون بالاستعراض فحسب، بل ينشرون معلومات مضللة وتوصيات كاذبة، مستغلين ثقة المستمعين بهم. تعتمد هذه التوصيات غالبًا على إعلانات تدر عليهم أرباحًا طائلة، بينما يترك المستمعون متحيرين وغير مستفيدين.
فـي بعض الأحيان، يدفع الضيوف أموالاً ليتم استضافتهم في البودكاست بهدف التسويق لشركاتهم. هذه الممارسات تجعل من البودكاست أداة ترويجية بحتة بدلاً من منصة لتقديم محتوى ذي قيمة، معتمدين على أساليب نفسية معقدة لإقناع الجمهور بمصداقيتهم وقدرتهم على تقديم نصائح ثمينة، مما يدفع البعض إلى اتخاذ قرارات غير عقلانية تؤدي إلى خسائر مالية أو نفسية.
أصبح الناس يشعرون بكذب بعض هؤلاء المؤثّرين وطريقتهم في رمي الشماغ والبدء في الكذب والتدليس والاستعراض. لا ندري الخطط القادمة في البودكاست بعد التفسخ من الأشمغة. ولا أعلم حتى إعداد هذا المقال عن رمي الأشمغة؟!
لمكافحة هذه الظاهرة، يجب تعزيز الوعي بأهمية التحقق من مصادر المعلومات، ومراقبة المحتوى لضمان مصداقيته. يتعيّن على الجهات المعنية وضع قوانين وتشريعات تفرض شفافية أكبر حول موادهم الإعلانية والترويجية، وتشجيع الجمهور على التبليغ عن المحتوى المضلل. التثقيف الإعلامي والتوعية هي مفتاح الحماية من الوقوع في فخ المؤثّرين الزائفين.