عبدالعزيز بن سعود المتعب
(الحب من غير أمل أسمى معاني الغرام) جزء من أغنية للفنان الراحل فريد الأطرش، وهي تؤيد في ثنايا معانيها محتوى كثير من القصائد الشعبية الشهيرة -التفعيلة منها والعمودية- لعلّي أتمثّل ببعضها هنا وتحديداً ما غناه كبار الفنانين حتى تكون القصائد مألوفة في ذائقة الكثيرين تماهيا مع ذاكرة طربهم السمعي من ذلك كلمات الشاعر سليمان بن شريم -رحمه الله- التي غناها الفنان محمد عبده ومطلعها (هبّي بريحه ياهبوب الشمالي) حيث يوضّح الشاعر في القصيدة أن اليأس الذي جعله يتزوج بأخرى غير محبوبته وينجب منها أبنائه لم يحل بينه وبين شعور قلبه الجارف وهو يشبه حبه لأصغر أبنائه بمحبوبته رغم قسوة مسافات اليأس المؤلمة في ذاكرة المشاعر:
وحياةٍ ربٍ كمّله بالجمالي
من مفرق الهامه إلى حد ماطاه
ماله حَلِي إلاَّ مودة عيالي
أصغر عيالي بالغلا كنّه إياه
ويقول الشاعر الأمير عبدالله الفيصل -رحمه الله- من قصيدة غنّاها الفنان طلال مداح -رحمه الله- مطلعها (خذني معك لا صير جسمٍ بلا روح):
ليلي يطول إن غبت من (غير مصلوح)
وِنْ جَا النهار أطول وعيّا بروحي
إذاً هي ديمومة حب صادق لا يكدرها الياس الذي أشار إليه بقوله (من غير مصلوح).
أما مهندس الكلمة الشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن -رحمه الله- فيصوّر وقع تأثير اليأس بعذوبة فائقة رغم مرارتها التي امتزجت بتداعيات وأخيلة ورموز وصور لا تحمل إلاّ بصمة البدر من قصيدة مطلعها (لا تقول ودعتني داري) غناها الفنان محمد عبده:
لا تقول ودعتني داري
بالحيل مالي عليك عتاب
مرّيت في موعدك ساري
وقفت إلين النجم ماغاب
الليل تحت الشجر عاري
والفجر غطّى السما بثياب
والريح في كفوفها الذاري
تدفن أرسوم الوعد بتراب
مرّيت ما للوله طاري
وقفت ما للندم أسباب
مدري تعوّدت مشواري
أو خان بي ظنّي الكذاب
أمّا الشاعر سعد الخريجي فقد أبكاه اليأس المضني وكان على ثقة من بكاء محبوبته عليه بعد موته لأزلية حبه لها طيلة حياته في قصيدة غنّاها الفنان سلامة العبدالله -رحمه الله-:
رشّوا على قبري من دموع عينه
لابد يندم كامل الزين وينوح
والله ما به شيء بيني وبينه
إلاّ إني أغليته على الناس والروح
أضحك بوجهه وأنتحب عن يمينه
وأدري سواتي ما بها اليوم مصلوح
غصبٍ على مثلي يبيّح كنينه
إنصك بابٍ للغلا كان مفتوح
بوح:
دام من يهواك لك قد مَدّ إيده
لا تردّد بادله نفس الشعور
حِثْ خطواتك لدنياك الجديده
بالهوى يمكن بها تلقى السرور
الزمن ياما قتل فرصه سعيده
سانحه من قبل ما لدنيا تدور