د.عبدالعزيز بن سعود العمر
لقد ترتب على تعاظم وتقدم تكنولوجيا الحاسب والاتصال، وظهور الذكاء الاصطناعي سقوط ضحايا كثر. فبسبب هذا الانفجار التقني المعرفي الكبير اختفت وظائف، وظهرت في المقابل في سوق العمل وظائف جديدة لم تكن معروفة، وتتطلب معرفة متعمقة بتكنولوجيا الحاسب والاتصال والذكاء الاصطناعي.
والتعليم قد يكون من بين ضحايا التقدم التكنولوجي المهول، إن هو لم يواكب مستجدات التطور التكنولوجي، ولكن مع تعاظم وتنامي التقدم التقني المعلوماتي، ومع التنامي المذهل في المعارف الإنسانية وجد التربويون أنفسهم يصطدمون بالسؤال التالي: ماذا عسانا أن نختار لنقدمه لطلابنا من معرفة ومهارات وسط هذا المحيط الهادر من المعرفة المتجددة، والتقنيات التي تمسح اليوم كوكب الأرض في مثل هذا المناخ المتفجر معرفياً وتقنياً يحتار التربويون عندما يكونوا بصدد اختيار ما يجب أن يقدموه للطلاب من معرفة ومهارات، هنا يقرر التربويون أن الضابط الأهم في هذا الشأن هو ما تحققه تلك المعرفة للطالب من منفعة وفائدة في معاشه اليومي، وتجعله مؤهلاً لدخول سوق عمل تتزايد متطلباته بشكل غير مسبوق. علماً بأن المعرفة لم تعد السلعة الأهم التي تمتلكها المدرسة، فهناك منافسون كثر للمدرسة يبيعون نفس السلعة، يتبقى للمدرسة سلعة لن ينافسها عليها أحد. تتمثل هذه السلعة في إكساب الطلاب أرقى القيم الأخلاقية والانضباط السلوكي، والتفكير الناقد، والعمل الجماعي، والقدرة على تحليل الموقف واتخاذ القرار بناءً على معلومات موثقة، ومبتعداً عن التعصب لأفكار سابقة.