خالد بن حمد المالك
أمريكا هي من تُعلّم الناس ثقافة العدل والمساواة في جامعاتها، ولكن ساستها يعملون بما يخالف ذلك، والدليل الذي لا يكذب موقفها من حرب غزة.
* *
وأمريكا هي من تنادي بالحرية وحقوق الإنسان، ولكن ساستها ينأون بدولتهم من أن تكون كذلك، والمؤكد الذي لا يحتاج إلى تأكيد تعاملها مع حرب غزة.
* *
أمريكا هي من تطالب بحرية الشعوب، وتحقيق أمانيهم، ولكنها عند التطبيق نراها دولة أخرى، انظروا إلى سياستها المعادية لحق الفلسطينيين بدولة لهم على أراضيهم المحتلة.
* *
وأمريكا هي أمريكا التي يفترض أن تتطابق زعامتها للعالم مع موقف منصف وعلى مسافة واحدة مع الجميع، لكنه افتراض بعيد المنال، والدليل الثابت المؤكد انحيازها الأعمى لإسرائيل ضد حقوق الشعب الفلسطيني.
* *
وُدّي أيضاً أن أرى أمريكا ليست كذلك، لكي أكتب عنها ما يسر خواطر الشرفاء من الأمريكيين، لكن ساستها يمعنون في تأكيد مواقفهم المشبوهة، بما لا حيلة لنا إلا أن يكون موقفنا كارهاً لسياسة أمريكا ما لم تتعدل مواقفها الظالمة.
* *
وُدّي كذلك أن أكون محباً لأمريكا، لأنها الوجهة المناسبة للتعليم والصحة، ولها في هذا تاريخ يُذكر فيُشكر، ولكن السؤال: لماذا ساستها يمارسون ما يشوه صورتها الجميلة، ويحولونها إلى دولة معادية، ضد حرية الرأي، وحقوق الإنسان، والعدل، والمساواة، وحق الشعوب في تقرير مصيرها، والتخلص من الاستعمار البغيض.
* *
يا أمريكا شعباً وقيادة وحكومة ومؤسسات، اصحوا من أفعال تكرّهنا بكم، بما في ذلك أفعال انحيازكم الأعمى لصالح القتلة والمجرمين والإرهابيين، ولا تكونوا مع المعتدي والمحتل ومصاص الدماء، حتى نحبكم، ولا نقول فيكم وعنكم إلا بما يسركم ويسعدكم.