إيمان الدبيّان
يعيش أبناؤنا الطلاب وأسرهم هذه الأيام حالة ترقّب وانتظار لإعلان القبول في الجامعات والكليات بين أمل ورجاء في الاستمرار في حصد أهداف النماء بعد اثنتي عشرة سنة من الدراسة والعطاء والتلقي والإثراء، يجددون آمالهم ويحلمون بتحقيق مستقبل أهدافهم الجامعية وتخصصاتهم العلمية بناءً على مواهبهم ومكتسباتهم الكمية والكيفية.
البعض مَنّ عليه ربه بأعلى الدرجات والتقديرات، وبعضهم منحه الله دون ذلك بقليل أو كثير، وفي كل الحالات يبقى القبول هاجساً لدى الأغلب.
وبين هاجس القبول لدى الأسر والطلاب بدأت تشاغبني بعض الهواجس الأخرى حول القبول والفصول الدراسية، وغيرها من الهواجس التعليمية التي سطر قلمي بعضها ومنها:
هذا الطالب الذي درس أكثر من عشر سنوات في التعليم العام بمراحله ومدارسه ومناهجه المختلفة لماذا لا يُكتفى بدرجاته العلمية خلال هذه السنوات ولا يلزم باختبارات أخرى كالتحصيل والقدرات؟!
الأساتذة والأستاذات في التعليم العام أو الجامعات لماذا لا يكون هناك بعض الاستثناءات البسيطة لأبنائهم وبناتهم أصحاب الدرجات المتوسطة تقديراً لخدمات أحد الوالدين في التعليم؟!
الفصول الدراسية الثلاثة التي أؤيد استمرارها ولكن بطريقة مختلفة عن الطريقة الحالية بحيث يُخصص فصلٌ دراسيٌّ فيها للمهارات الطلابية في المشاريع والأبحاث والأعمال المجتمعية التطوعية كل مدينة حسب مواسمها ومناسباتها ومميزاتها كالمشاركة في مواسم الرياض والحج والعمرة والمواسم الزراعية والسياحية...إلخ.؟!
الطلاب أصحاب الامتياز بنسب 97 % وأكثر لماذا لا يحصلون على منح دراسة جامعية؟!
الأقسام الجامعية التي لا يحتاجها سوق العمل اليوم لماذا لا يقلص عدد المقبولين فيها إلى أقل الأعداد أو تغلق، والعكس صحيح حيث تفتح أقسام جديدة وتضاف مناهج دراسية حديثة تخدم المتطلبات وتحقق المخرجات؟!
يملك أبناؤنا عقولاً سعودية عظيمة وشغف روح وطنية مستوياتها كبيرة ونفخر بوزارة تعليم تسعى وتعمل دائماً على تطوير التعليم فكراً ومنهجاً وأسلوباً وبيئةً وتنافساً دولياً ومحلياً، وهذا كله يحقق استدامة فكرية وعلمية وعملية على المدى البعيد محققين أهدافاً مجتمعية وبيئية واقتصادية خاصة إذا جُعلت بعض معطيات التعليم عملية أكثر من كونها نظرية من خلال استنادها على البحث والابتكار والإبداع وليست فقط عبر المناهج وفوق المقاعد.
أتمنى التوفيق للجميع وأثق بأن كل عام دراسي هو أفضل من الذي قبله تنظيماً ومخرجاً.