د.نايف الحمد
على مدى شهر كامل عشنا صيفاً كروياً ساخناً ونحن نتابع كرة القدم الأوروبية في «يورو 2024» انتهى بلقاء الحلم بين عملاقي أوروبا إسبانيا وإنجلترا في نهائي منتظر ومتوقع قياساً على قيمة المنتخبين وما يقدمانه في الفترة الأخيرة.
الماتدور الإسباني قدم عروضاً باهرة بقيادة نجومه الشبان يتقدمهم الجوهرة «يامال» والرائع «وليامز» وكانوا الأوفر حظاً والأكثر ترشيحاً لخطف اللقب؛ في حين خيب منتخب «الأسود الثلاثة» آمال محبيه مع انطلاقته في البطولة، لكنه بدأ بالتصاعد التدريجي في مستواه حتى تمكن من بلوغ النهائي بتجاوز المنتخب الهولندي الكبير حين أجهض حلم «الطواحين» في تكرار حلم الوصول للنهائي وانتزاع اللقب كما حدث عام 1988.
في هذه البطولة ذابت الفوارق بين المنتخبات الكبيرة وغيرها من المنتخبات الأقل حظاً، وشاهدنا العديد من المنتخبات الصغيرة التي قدمت أداءً عالياً أحرجت فيه أقوى المنتخبات الأوروبية، بل وهزمتها في بعض الأحيان .. فلك أن تتخيل أن منتخباً مثل جورجيا استطاع هزيمة كريستيانو ورفاقه وصعد لدور الـ16 على أكتافهم بعد أن قدم أداءً رفيعاً في مباراتين قبل لقائه بالبرتغال.. في حين تصدرت النمسا مجموعتها على حساب فرنسا وهولندا؛ كما قدمت سويسرا بطولة رائعة وأراها الحصان الأسود للبطولة بإقصائها بطل النسخة السابقة وخروجها من إنجلترا بركلات الحظ بعد أن قدمت مباريات بطولية رائعة.
صحيح أن المستويات الفنية الكبيرة قد غابت في كثير من المباريات، لكن الإثارة دوماً كانت حاضرة؛ وقد شاهدنا مباريات جماهيرية كبيرة وحماساً منقطع النظير في أوساط الجماهير المتعطشة في بطولة تميزت بوجود الكثير من الشبان الصغار في أغلب الفرق، حيث كان ظهورهم طاغياً؛ حتى أنهم خطفوا الأنظار وتنافسوا على النجومية ونثروا إبداعاتهم في أهم البطولات القارية على الكرة الأرضية.
نقطة آخر السطر
في الجزء الآخر من العالم وتحديداً في بطولة «كوبا أمريكا» يستعد ميسي ورفاقه لمواصلة رحلة النجاح وتحقيق البطولة الكبرى الثالثة على التوالي للأسطورة «ميسي» في النهائي المرتقب للأرجنتين أمام كولومبيا في دفاعهم عن لقبهم القاري وإضافته للبطولة الأغلى في تاريخ النجم الكبير المتمثلة في كأس العالم في قطر 2022.. فهل يحقق نجوم «التانجو» البطولة ويتزعموا السجل الذهبي لها بـ 16 لقباً؟