عبده الأسمري
في خضم الحياة تتوالى الأحداث في «دوائر» زمنية و»مدارات» مكانية يظل فيها الإنسان محور ارتكاز للكثير من التحولات والتبدلات، ووسط كل ذلك تأتي العبر لتعلن حضورها «الباهي» على عتبات «الواقع» في ظل اعتبار «مفروض» أو»انكسار» مرفوض.
- ما بين محطات العمر يرتهن البشر لتجارب مختلفة يتباين حضورها ما بين «الاستدعاء» الاجباري أو»الإقصاء» الاختياري من الذاكرة التي تختلف من إنسان إلى آخر في ظل سطوة «الذكريات» المؤلمة في مضامين «الشعور» وحظوة «المفرحة» في ميادين «الاستشعار».
- يأتي الموت بردائه ليقيم «سرادق» العزاء في القلوب قبل الأماكن، وتأتي «المآتم» لتنصب أعمدتها في «أعماق» النفس فيتجلى صدى «الأحزان» في «توابيت» الفاجعة فيحل الصبر كنعمة إلهية تبدد ويلات المواجع وتشتت هجمات الفجائع، وما إن تتشرب النفس قيمة «الاحتساب» حتى يعلن «الجبر» حضوره «الزاهي».
- ترتفع حدة «الصدمات» في واقع الحياة بغدر الأصدقاء أو لؤم الرفقاء، وما إن تنطلق «أعيرة» السوء حتى تصاب «الأنانية» في مقتل «الثقة» فتتشكل «العبر» كالصرح أمام بصر «المعتبرين» مما يؤكد ضرورة حتمية تغيير «بوصلة» التقدير «شطر»التغيير» حتى لا تأتي صدمة أخرى تعيد النفس إلى سيرتها الأولى الماكثة في حيز «الخطأ « لذا كان من الأجدى تجاوز هذه المواقف برقي الابتعاد وسمو التجاهل وصولاً إلى كسب «العبر» واكتساب «الجبر».
- على الإنسان أن يوائم ما بين «السعي» المجلل بدواعي اليقين و»الوعي» المكلل بمساعي التمكين لصناعة «الميزان» الحقيقي ما بين قدرات الذات ومقدرات الثبات حتى يتجاوز عتبات الانتظار ويصل إلى منصات الاقتدار مع ضرورة التيقن التام بأسبقية «النجاح» وأحقية «الفلاح» والنظر في أفق الأمل بمنظار «التفاؤل» والاتجاه بالسلوك الإنساني إلى معالم «الأثر» مع ضرورة الابتعاد عن الذاتية والأنانية، وأن يعلم أن الإنجاز حق مشروع لكل مجتهد يرى في «القمم» مساحة منتظرة للاستحقاق بواقع «الحق» ووقع «الحقائق».
- على العابرين على «عتبات» الأمنيات أن يراقبوا منصات «الاقتداء» والتي اعتلتها «نماذج» وظفت مفهوم «القدوة» على أصوله ووفق فصوله للنهل من «معين» تجاربهم وخبراتهم والنظر إلى منجزاتهم بمجهر «الفخر» والسير على تلك «الدروب» التي أشعلوا فيها «قناديل» الاحتذاء وأبقوا المدارات مضيئة في حضورهم وحتى بعد رحيلهم إمعاناً في قراءة «السير» المشرفة على صفحات التاريخ وتحويلها إلى «مسارات» من الترسيخ في العقول للسير على الخطى الواثبة باتجاه الأثر والتأثير.
- لم تكن «المواجع» الموشومة في عمق «الذاكرة» سوى «عبر» تقتضي التبصر والتفكر والتدبر حتى تتلقى النفس «جرعات» أولى من المناعة المثلى لمواجهة «أحداث» قادمة تبقى في «حيز» الغيب.
- تتعدد «التجارب» في دوائر «العيش» ومدارات «التعايش» ويتبارى البشر في تقاطعات مؤكدة من خلال «تباين» السلوك وفروق «السمات» وفوارق «الثقافة» وفروقات «المعرفة» في تعاملات حياتية مما يجعل النتائج متفاوتة ما بين النجاح والفشل في مغانم الإنسانية.