فهد المطيويع
أصبح الضجيج سمة من سمات البداية للدوري السعودي وكل ما يخصه فقد تعودنا على ذلك من سنين فكل يدلو بدلوه في هذا الفضاء الواسع، حالياً نعيش كالعادة فترة ضجيج جدول الدوري وما أدراك ما جدول الدوري فأكثر الجماهير غير راضية ولا أبالغ لو قلت إن جماهير بعض الأندية أعلنت استسلامها منذ البداية وسلمت الراية للهلال ليكون بطلاً لهذا الموسم أو هكذا تتوقع حتى قبل أن يبدأ الدوري ولا أدري سر هذه الانهزامية مع أن الجدول لم يخدم إلا نادياً واحداً بجعله يلعب اثنتي عشرة مباراة متواصلة على ملعبه ومع ذلك هناك إصرار من جماهير ذلك النادي على البكائيات والضجيج فقط لإثبات أن الهلال هو المستفيد.
وأنا أزعم أن مثل هذه السلبية تعتبر وباءً على الأندية وإداراتها حيث إنها تثبط همة اللاعبين وتقلل من قدراتهم في المواجهة والدليل نهائي كأس الملك وما صاحبه من أحداث مثيرة، للأسف هناك من لا يتعلم من الأخطاء التي تتكرر في كل موسم ومع ذلك يتساءلون عن أسباب تكرار الفشل (وإن كنت ناسي أفكرك)، باختصار هم لا يثقون بفريقهم ولا بقدرات لاعبيهم وقد يكون الموضوع بالنسبة لبعضهم تسجيل حضور وكسب متابعات لا أكثر حتى لو جاء ذلك على حساب المنطق والضمير إن وجد، طبعاً عندما ننتهي من ضجيج البداية سندخل في ضجيج الدعم واختيار اللاعبين رغم أنهم يعلمون أن لا مصلحة للصندوق في مثل هذا التفاوت في الدعم خاصة إذا كان المالك واحداً ولكن من باب لعل وعسى يصرون بأنهم مظلومون، وما أن ننتهي من موضوع الدعم إلا وندخل في دائرة التحكيم وطريقة اختيار الحكام وما يتبعه من نبش لتاريخ لكل واحد منهم وبعد ذلك يبدأ مسلسل الفار ولقطاته والتعامل الدراماتيكي مع طريقة القص واللصق للقطات المفبركة (النفس الأمارة بالسوء) والدخول في الذمم واتهام هذا وذاك دون بيّنة أو خوف من الله ويستمر المسلسل وهذه الدراما إلى نهاية الدوري.
طبعاً خلال فترات الدوري لا نسمع نقداً للمدربين بالشكل الذي يتناسب مع ضجيج البدايات ولا نسمع نقداً لتخاذل لاعب أو هبوط مستوى ولا تقاعس إدارة في التعامل مع الأزمات فهذا بالنسبة لهم ليس بأهمية شيطنة الهلال إلى نهاية الدوري وهكذا دواليك، على أي حال سيظل دورينا جميلاً بغض النظر عن ما يكتنفه من شوائب وسيتطور أكثر وسيذهب لأبعد مما نتوقع ويأخذ وضعه بين أكبر دوريات العالم بفضل ما يقدم من دعم للرقي بهذا الدوري. أما قشور المناكفات ستزول وتذهب مع الريح، وفي الختام شكراً لمن أعطى دورينا هذا الزخم وهذه المكانة شكراً لمن نقل هذا الدوري بسرعة الصاروخ ليكون حديث العالم وقبلة المشاهير.
نقطة آخر السطر
الجماهير الهلالية تثق في إدارة الفريق وتثق أن إدارة الهلال تعرف ما يجب عمله لخوض غمار الدوري وبقية المسابقات، وتعرف أيضاً أن التخلي عن الكثير من اللاعبين جاء بقرار فني نحترمه ونحترم من يقف خلفه وفي نفس الوقت تأمل أن تكون البدائل جاهزة للتعويض والإحلال لتفادي أي خلل أو مشكلة فنية خلال الموسم، نتمنى أن تسير الأمور كما يتمناها جمهور الهلال لاستمرار مسيرة زعيمهم في تحقيق الإنجازات، بالتوفيق للجميع والجمهور بانتظار الأخبار السارة.