عبد العزيز الهدلق
أجاب صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل وزير الرياضة عن سؤال عبر بودكاست «ثمانية» عن مغالطات بعض الأندية تجاه دعم الوزارة بقوله «ما نبغى الوزارة تكون في مواجهة مع الأندية لأننا نرى أن هذا ليس مناخاً صحياً للعمل».
وأسمح لي يا سمو الأمير أن اختلف معك في هذه الجزئية. فالوزارة تشرف على قطاع تنافسي، وهو القطاع الرياضي. وهناك جماهير ومدرجات، ورأي عام وانتماءات مختلفة، وحساسيات وتجاذبات شديدة بين كل المنتمين لهذا الوسط من إداريين ولاعبين وجماهير. والوزارة تشرف على قطاع سواده الأعظم من الشباب، سواء ممارسين أو جماهير. وبالتالي فالمطلوب في علاقاتها مع المستفيدين من خدماتها ونشاطاتها تحقيق العدالة أولاً في التعامل مع الجميع كونها المرجعية الرسمية، وهذا متحقق ولله الحمد، ومطلوب أيضاً الوضوح والشفافية، والحفاظ على السمعة. وعدم ترك أي فرصة للشائعات والأكاذيب أن تتسرَّب وتنتشر لأن ذلك يهيج الجماهير ويشحنها، فيشعر بعضها بالظلم والإجحاف بحق ناديه. وأحياناً هناك من يتعمد عدم قول الحقيقة من مسؤولي الأندية ويسرِّب معلومات خاطئة لتغطية عجزه وفشله، فيرمي مسؤولية ذلك على وزارة الرياضة وقيادتها وقطاعاتها وبرامجها ومبادراتها. وفي ذلك تشويه لسمعة الوزارة، وتقليل من قيمتها ومكانتها، كإحدى وزارات الدولة المنوط بها خدمة القطاع الرياضي وتطويره وتنميته، كما أن في ذلك طعناً في نزاهتها، وفي كفاءة وذمة العاملين فيها، وقدحاً في شخصية الوزارة وتقليلاً من هيبتها. لذلك لا ينبغي الصمت عن كل صوت يقلِّل من عمل الوزارة ويشوِّه سمعتها، ويطعن في أمانة العاملين فيها ونزاهتهم. وليس المطلوب تفنيد الأكاذيب وكشف الشائعات فقط، بل ومحاسبة من يتعمد ذلك وفق الأنظمة والقوانين المعمول بها. فللوزارة شخصية وهيبة، ومكانة وقيمة لا يجب المساس بها، والتجاوز عليها، كما أن من واجب الوزارة كمؤسسة أن تحافظ على سمعة منسوبيها بمختلف مواقعهم. ولا تسمح إطلاقاً لكائن من كان أن يتجاوز عليهم، ويقلِّل من قيمة عملهم، أو يطعن في شخصياتهم، وذممهم ونزاهتهم.
وللأسف أننا نشاهد في كل وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي تجاوزات عديدة بحق الوزارة كمؤسسة، وبحق العاملين فيها من قيادات وغيرهم، تصدر من كل من هب ودب، لذلك يجب أن يعلم أولئك أنهم محاسبون على كلامهم وادعاءاتهم، وتجاوزاتهم، وعلى من يرى أن هناك إجحافاً بحقه من قبل مسؤول في الوزارة أو من قبل قطاع أو إدارة أو برنامج أن يتقدم بالشكوى وفق الأطر والطرق النظامية. ومتأكد أن سمو الوزير لن يقبل أن يكون هناك هضم لحق نادٍ أو لاعب أو إداري من أي طرف من الوزارة.
وللأسف أن الروح العالية في العمل التي يتبعها سمو الوزير بقوله «ما نبغى الوزارة تكون في مواجهة مع الأندية لأننا نرى أن هذا ليس مناخاً صحياً للعمل» لا يقابل من بعض الأندية ومسؤوليها بنفس الروح العالية، بل هناك استغلال بشع لتسامح الوزارة، وروحها العالية.
وأيضاً طرح في البرنامج سؤالاً على سموه بشأن حضور وكيل الوزارة الأستاذ عبدالعزيز المسعد حفل نادي الهلال بتقديم نيمار! وكيف أن قيادات الوزارة تخدم أنديتها المفضلة؟! فأجاب سموه بكل وضوح أن المسعد هو وكيل الوزارة للشؤون الرياضية وحضر حفل تقديم رونالدو وأيضاً حفل تقديم بنزيما مثلما حضر حفل تقديم نيمار!
هذا السؤال من مقدم البرنامج يكشف بوضوح أن هناك كذباً متعمداً على الوزارة وتشويهاً لعملها، وتشويهاً لصورة قياداتها، ومحاولة تصوير عمل الوزارة بأنه موجه لخدمة نادٍ واحد. لأن من هاجموا المسعد لحضوره حفل تقديم نيمار شاهدوه في حفل تقديم رونالدو، وفي حفل تقديم بنزيما ولكنهم غضوا الطرف، وأبرزوا حضوره لحفل تقديم نيمار فقط لأن هذا الإبراز يخدم أجندتهم.. إنه عمل ممنهج وليس عشوائياً ولا ارتجالياً.
إن صمت الوزارة تجاه تلك الممارسات غير المقبولة، لا يسيء لها وحدها، بل يسيء لبعض الأندية أيضاً. فالطعن في عمل الوزارة والتشكيك فيه يقود إلى الطعن في كفاءة الأندية الناجحة وتشويه منجزاتها.
أتمنى شخصياً أن أرى هيبة وزارة الرياضة حاضرة بقوة في وجه كل متجاوز، مهما كان اسمه مسؤول ناد، أو إعلامي، أو مشجع.
فبوصفي إعلامياً رياضياً عمل في هذا المجال لأكثر من ثلاثين عاماً وعاصر نقلات وتحولات نوعية كثيرة في المجال الرياضي يسعدني كثيراً وجود شخصية رائعة كشخصيّة سمو الأمير عبدالعزيز بن تركي على رأس هرم المنظومة الرياضية، ولكن يزعجني هذا الاستخفاف من قبل البعض بالمؤسسة الرياضية الرسمية، وبقياداتها، وسهولة توجيه الاتهامات لها، والطعن في نزاهتها. وأنا هنا لا أزايد على حب الوزارة والانتماء لها أكثر من المسؤولين عنها، ولكني ليقيني أن سمعة الوزارة جزء من شخصيتها وهي المعنية بخدمة قطاع الرياضة وتطويره وتنميته. وأن تلك المساعي لتشويه صورتها هو تشويه لقطاع الرياضة الذي ننتمي له جميعاً.
للأسف أن هناك من يرى في صمت الوزارة ضعفاً! وهذا تصور خاطئ، بل هو امتثال لما قاله سموه أن المواجهات مع الأندية لا تعبر عن مناخ صحي. ولكن هل بعض الأندية يعمل بنفس الروح وأن المواجهة مع الوزارة لا يعبر عن مناخ صحي؟! للأسف لا، بل يستغلون صمت الوزارة بشحن الجماهير وتأليبها ضدها، وتصوير فشلهم في عملهم بأنه ناتج عن تقصير الوزارة، ومن تفاوت تعاملاتها مع الأندية. ويخرجون هم من تلك الأزمات أبطالاً فيما الوزارة تتحمّل المسؤولية.
كما أن توجيه سؤال لسمو الأمير في البرنامج بأن هناك «لوبياً أزرق» في الوزارة يكشف بوضوح مقدار تشويه السمعة الذي وصلت إليه الوزارة. فسمو الوزير -كما أعلم - ليس هلالياً، وبالتالي لن يسمح أو يقبل أن يكون هناك لوبي متغلغل في الوزارة لخدمة ناديه. بما في ذلك النادي الذي يميل إليه سموه. ولكن طرح السؤال يؤكد أن تعمد الكذب على الوزارة موجود، وأنه ممنهج.
لذلك أتمنى أن أرى وزارة الرياضة تفرض هيبتها، وتدافع عن سمعتها، وتمنع كل متجاوز، بل وتحاسبه. وتفرض على كل من يتهم الوزارة بوزيرها أو مساعديه أو بقية قياداتها والعاملين فيها ولا يقدم دليلاً على اتهامه وادعائه أن تتم محاسبته بحزم وشدة.
زوايا
** عندما قال سمو الأمير عبدالعزيز بن تركي إنه غير راض عن النقل التلفزيوني لمباريات الدوري السعودي يكون بذلك قد عبر عن رأي الأغلبية الساحقة من متابعي الدوري داخل المملكة وخارجها. فالمستوى الحالي للنقل لا يليق إطلاقاً بدوري يضم هذه النجوم العالمية ولا بدوري في بلد تتطلع قيادته لأن يكون ضمن أفضل عشرة أو خمسة دوريات في العالم.
** رئيس مجلس إدارة مجموعة MBC وليد البراهيم قال في مقابلة بودكاست أن النقل التلفزيوني للمباريات لا يمكن أن يتطور إلا بالاشتراك لتغطية التكاليف. وأقول لسعادته إن تجارب محبي الكرة السعودية السابقة غير مشجعة فقد دفع مقابل المشاهدة وكان المنتج ضعيفاً وهزيلاً!
** جولة الديربيات التي استحدثتها إدارة مسابقات رابطة المحترفين تعني أن الجولات يمكن التحكم بها حسب الرغبة!