عثمان أبوبكر مالي
أرجو أن يكون نادي الاتحاد قد تجاوز (الأزمة الإدارية) التي أدخل فيها فجأة، بعد أن قدم رئيسه (المتفق) عليه من جميع الأطراف الاتحادية؛ الرئيس (المزكى) من الجمعية العمومية استقالته بعد أقل من شهر من تسلّمه المنصب!
التعامل مع الأزمة تم بحكمة، بعد أن تسلّم (المرشحون الشبان) إدارة شركة النادي غير الربحية بثبات الأعضاء جميعا، مع تغير بعض المسميات والمقاعد التي جاءوا من أجلها وبدأوا بها، وهذا طبيعي جدا.
من المؤكد أنه كان لرجالات النادي دور وتأثير كبيران في الموضوع، وفي مرور الأزمة دون أن تتوسع، رغم الغضب الكبير في الشارع الاتحادي، وفي مقدمة من كان لهم دور بالتأكيد الرئيس المستقيل المهندس (لؤي ناظر) الذي يرى أن اختيار الأعضاء جاء بانتقاء كبير ورغبة كبيرة وأكيدة من أجل (خدمة النادي) وبالتالي الاستمرارية بعد العاصفة الأولى رغم قوتها تدل على أن الرغبة الأساسية هي خدمة الوطن، من خلال خدمة الرياضة عبر النادي العريق، النادي الأول والعميد، وذلك شرف كبير لكل من تسمح له الظروف للوصول إلى مقعد من مقاعد العمل والخدمة، بشرط أن يكون اتحاديا (صرفا) بالفعل، وأن يكون جاء من أجل الكيان وليس أي أمر آخر، وهذا يحسب صراحة للأعضاء السبعة، ويحسب للمهندس لؤي ناظر مساهمته في هذه الاستمرارية (كما عرفت) من خلال إقناعه (الأصدقاء) بالاستمرار والمواصلة وبالتالي ينتظر استمرار وقوفه مع النادي ودعمه لمجلس إدارته (رغم ما حصل) من أجل مصلحة الكيان، وهو ما يجب أن يفعله كل رجالات النادي (دعم الكيان وليس فلانا أو علانا) خاصة أعضاء الجمعية العمومية الأخيرة التي انتخبت أعضاء الإدارة غير الربحية، وهو أيضا ما ينتظر من كل (اتحادي) مسؤول أو عاشق أو إعلامي.
أما الجماهير الاتحادية المحبة فالمنتظر منها جميعها في قادم الأيام أكبر وأقوى، وأهم ما هو مطلوب الالتفاف حول ناديها والثقة بإدارته ورجالاته، والإيمان الكامل بدورها الكبير الذي اعتادت عليه، وهو أن تكون دوما (الجدار) القوي المحيط بالنادي ومكوناته والواقف معه في وجه الأحوال والأهوال والأعاصير مهما قويت والصمود دوما مهما كانت الظروف والتحديات، وذلك ما جعل هذا النادي العريق طوال أعوام عمره يخرج من أزماته صامدا شامخا وقويا بعد أكثر من قبل.
كلام مشفر
· أقسى ما يمكن أن يلقاه لاعبو فريق كرة قدم ـ أي فريق ـ هو أن يعاقبوا من قبل جماهيرهم، وهذا يجب أن يعرفه ثلة من جماهير الاتحاد التي تنادي بمقاطعة مباريات الفريق الموسم القادم كـ(احتجاج مؤدب) على ما وجده وما يتعرض له ناديهم من وجهة نظرهم!
· وهذا تصور خاطئ وغير مقبول ولن يفيد النادي في شيء وإنما العكس تماما، ضرره أكثر من نفعه، بل ليس فيه نفع على الإطلاق لا بالصورة التي يتصورونها ولا الواقع والمستقبل المؤثر في مسيرة وشعبية الفريق وجماهيريته، خاصة بين الأجيال الصاعدة.
· حضور الجماهير الاتحادية ودعمها ومؤازرتها لفريقها ولاعبيها من المدرج لا يجب أن يستمر فقط؛ وإنما يحتاج إلى أن يزداد أكثر وأكثر لتأكيد مكانة هذا الجمهور وناديه ودعمهم المستمر والقوى للمشروع الرياضي الكبير ومقاصده الوطنية التي ستعم كل الأندية وفي مقدمتها الاتحاد رغما عن أي متعصب وأي لوبي.
· الأحكام التي تطلق على بعض (نجوم الكرة) العالميين قبل مشاهدتهم لن تكون دقيقة قبل مشاهدتهم على الطبيعة، سواء كانت مع اللاعب ولمصلحته أو كانت ضده، والأمثلة كثيرة في هذا السياق وفي كل الأندية محليا ودوليا.
· وهذا الكلام ينطبق على ما يتردد حاليا من بعض الجماهير الاتحادية، التي يعجبني فيها سقف طموحها المرتفع والمطالبة بأسماء محددة من اللاعبين المصنفين وغيرهم، وإن كان تجربة الفريق وفرق أخرى الموسم الماضي يفترض أنها فتحت أعين الجميع على الواقع المطلوب، وهو البحث عن لاعب عطاء وليس لاعب اسم أو لاعبا منفوخا.
· من ناحيتي مطمئن جدا بأن الموسم القادم لن يكون إطلاقا مثل الموسم الماضي اتحاديا، وأن المعنيين بالنادي وبأموره وبالمشروع (استوعبوا) الدرس جيدا، وواضح من خلال الجهد والحراك أن هناك عملا يتم وفق استراتيجية لتحقيق أهداف محدد، وهذا يظهر من الترتيبات التي أنجزت في أمور مهمة، مثل معسكر الإعداد وبعض التعاقدات الأجنبية والمحلية من اللاعبين، والمطلوب دعمها بعد أن تمت وليس انتقادها قبل تبدأ.