خالد بن حمد المالك
موقفنا من حركة حماس لم يتغير، فنحن ضد سياساتها، لسنا معها في كثير من توجهاتها، رأينا في الحركة أنها أضرت بالقضية الفلسطينية بانقلابها على الشرعية، وإدارتها لقطاع غزة، والأكثر ضرراً الذي تتحمل مسؤوليته حركة حماس أنها أدارت ظهرها للعرب، واكتفت بعلاقاتها مع إيران على حساب العرب، ما زاد من الإضرار بالحقوق الفلسطينية المشروعة.
* *
ليس هذا فقط، وإنما استخدمت منابر المساجد في غزة، ومواقع التواصل الاجتماعي، في تخوين العرب، وإلقاء الشتائم بحقهم، والانقسامات والخلافات والقطيعة مع السلطة الفلسطينية الشرعية، كلها كانت من الأسباب التي كنا ندين بها هذه الحركة.
* *
وخلال حرب غزة لم نشأ أن يكون موقفنا في كل المقالات التي نُشرت لنا يومياً خارجة عن التنديد بإسرائيل، واستنكار حرب الإبادة التي تقوم بها في غزة، وكان هذا دفاعاً عن المدنيين الفلسطينيين، وتمسكاً منا بخيار الدولتين، ومشروعية أن يكون تبادل الرهائن عادلاً ومنصفاً بين الطرفين.
* *
أما ماذا كسبت وخسرت القضية الفلسطينية إثر حادث 7 أكتوبر من العام الماضي، وتداعياته التي نراها الآن في حرب غزة، فهذا موضوع مؤجل إلى حين تضع الحرب أوزارها، ونرى كيف سيكون عليه الوضع بعد تهديم 80 % على الأقل من قطاع غزة، ومقتل أربعين ألف مواطن فلسطيني، وإصابة مائة ألف من الفلسطينيين، وكيف سيكون التحكم بالقطاع، إذ إن أي كلام يخطئ تصرف حركة حماس والحرب لا تزال قائمة، قد يفهم خطأ على أنه دعم لإسرائيل، كما يحدث الآن من تراشق بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس وفق هذا التفسير.
* *
هذه جولة من جولات الصراع مع إسرائيل، وهناك جولات قادمة إلى حين قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وإسرائيل ستظل في حالة خطر طالما استمر وبقي احتلالها للأراضي الفلسطينية.