محمد الخيبري
تعودنا وفي كل موسم ظهور ردود الأفعال الإعلامية والجماهرية التي تصاحب «ما بعد صدور جدول الدوري» السعودي للمحترفين..
وغالبا ما تكون ردود الأفعال غير راضية من جميع الأطراف وهذا يعود للضعف «القانوني» من الاتحاد السعودي في التعامل مع حملات التشكيك والدخول بالذمم ورمي التهم في محاباة ناد معين عن بقية أندية الدوري المحترفة..
ردود الأفعال هذه لا تخدم مصلحة كرتنا السعودية وهي تناقض الدعم الحكومي الهائل للأندية السعودية ولا أعلم في الحقيقة ما الغرض منها..
حملات التشكيك في عمل لجان الاتحاد كل موسم بات أمرا مزعجا نظرا لعدم وجود الرادع القوي لمن يحاول أدلجة عقول المشجعين والمنتمين للأندية مستغلا مواقع التواصل الاجتماعي سواء من الجانب الإعلامي أو المؤثرين بـ«السوشل ميديا»..
قيل إن «التعصب الرياضي» ملح الرياضة وأعتقد أن هذه فلسفة خاطئة وغير منطقية لأن التعصب ينبع من بيئة غير نموذجية وغير صالحة للمشجع الرياضي البسيط..
والتعصب الرياضي يجعل من المشجع قابلا للتغير للأسوأ لأن التعصب يبنى من واقع انتقاد غير بناء ويستخدم التشكيك والدخول بالذمم والإساءة للشخوص «كمواد لذلك البناء» عطفا على أنه توجد ثقة حكومية فيمن «ولي» الأمر بما يخص الرياضة وخصوصا رياضة «كرة القدم»..
استغلال عاطفة المشجعين من أقصر الطرق لأدلجة عقولهم وتوجيههم لأجندة غير معلومة الأهداف الحقيقية لها..
مجرد محاولة رمي التهم على اتحاد القدم بأنه يحابي ذاك النادي ويقمع ويظلم النادي الآخر وهذا الأمر بات جليا وواضحا دون حسيب أو رقيب ودون محاسبة للمتسبب في هذا التأجيج..
ومن بعض أساليب «الأدلجة» والتحريض إيهام الجماهير أن اللعب في المنطقة الشرقية في شهر «أغسطس» مع بدابة الدوري هو حصري لبعض الفرق وإبعاد ذاك الفريق عن اللعب في هذا التوقيت الذي تكون فيه المنطقة الشرقية بنسبة رطوبة عالية..
والتشكيك وبكل أسف طال حتى العاملين على إجراء قرعة الدوري مشوهين بذلك كل الجهود التي يقوم بها القائمون على رياضتنا وكرتنا التي قفزت قفزات نوعية وغير مسبوقة..
ومساحات منصة (X) هي الأرض الخصبة لممارسة طقوس التعصب الرياضي بكل أشكاله وأنواعه وأعلم
جيدا أن فرض الرقابة على تلك المساحات أمر بالغ الصعوبة ويحتاج لهدر مالي ووقتي حتى تتم السيطرة عليه..
وقد تكون الحلول للتخفيف من هذه الحدة الجماهيرية الإعلامية والتي تطول كرامة العاملين والمسؤولين في رياضتنا والنيل منهم بكل برود تكون في التعامل مع عقلية المشجع البسيط من خلال البيانات الإعلامية والشفافية في بعض الأمور التي تخص الأندية خصوصا في الجانب الاحترافي والانضباطي والمالي..
المشجع والمتابع للرياضة ولكرة القدم يعد جزءا مهما من منظومة اللعبة الرياضية وأحد المساهمين في نجاح أي تجمع وأي بطولة عطفا على التوسع المعرفي الذي تحويه عقليته نظرا لسهولة الحصول على المعلومات بكل دقة..
إضافة إلى ذلك فإن المشجع في الوقت الحالي يملك أسلوب وفلسفة عالية المستوى وقد يجاري أحيانا كثيرة الطرح الإعلامي في تعاطيه مع القضايا الرياضية..
قشعريرة
تعد العاطفة الجماهيرية من العيوب الواضحة للجماهير ومحاولة الانتصار للرأي لمجرد الميول تحت بند «عدم جلد الذات» والانتصار للميول ظالما أم مظلوما..
ما يحدث في الوقت الحالي من تراشقات وجدال تعدى مفهوم «الجدال البيزنطي» بمراحل كثيرة في مساحات منصة (X) يحتاج لدراسة ووقفة جادة لإيقاف هذا السيل الجماهيري الهادر من الاتهامات والدخول بالذمم والإساءة بكل أشكالها وأنواعها..
أعلم يقينا أن هذه المسألة من المحتمل أن تتطور إلى ما هو أبعد من ذلك متى ما أوجدت لها البيئة الخصبة لنمو تعصبها المقيت بما يعجل برحيل الكفاءات الإدارية والفنية في المنظومة الرياضية..