سهوب بغدادي
«إن التعميم لغة الجهلاء» إلا أنني في هذا الموضع سأقوم بتعميم القول، بأن كل إنسان يمر بصعوبات في هذه الحياة، بل يتعرض لسقطات تهوي به في براثن غياهب الظلمات، ففي كل تحدٍ جديد يظن الإنسان أنه لن يجتازه، إلا أن البعض يذهل محيطه وذاته بالقدرة المكنونة والكامنة التي أعادته إلى سابق عهده أو أفضل احتمالاً، إن الأمر أشبه بعاصفة مدوية أصابت أرضًا زاخرة بالخيرات والأشجار فعاثت بها، ويختلف مقدار الضرر باختلاف قوة العاصفة، فقد تفقد الشجرة بعض أوراقها، أو أغصانها، أو فروعها، أو ثمارها أو زهورها، أو أن تجتث بالكامل من جذورها، ففي الحالة الأخيرة، نظن أنها النهاية، وأنه لا سبيل للرجعة مما حصل، إلا أن الصعوبات تأتي مغلفة بالشر وباطنها الخير، قد تكون العاصفة الطريقة الوحيدة التي ستغير من ملامح تلك الأرض، لتصبح بستانًا زاهيًا بعد أن كانت معتادة المظهر، أو أن تهب الشجرة الراسخة تخليدًا تاريخيًا لصمودها، وفي أقسى الظروف حال عدم الثبات، قد تنتقل الشجرة إلى تربة جديدة، أكثر خصوبة وملاءمة لتكوينها لتترعرع بطريقة باهرة، إن الاحتمالات كثيرة ولا حصر لها، ويكمن الشيء في إطار التفكير فيه وتوجيهه، فليس كل تراجع سلبي فالقوس تتراجع للتقدم وتندفع بأقصى سرعة، ولطالما سمعنا عن مقولة «استراحة محارب» فالأمر مستنبط منها، كما تتعدد أنواع النمو الشخصي واتجاهاته فهناك النمو المعتاد للأعلى أو نمو أفقي على غرار السيقان والفروع، أو نمو للأسفل كالجذور وذلك من أقوى الأنواع وأكثرها ثباتًا، فإن قوة الجذور تأتي بحسب شدة الظروف التي في أعلى التربة، والأهم من كل تلك الظروف هو التعامل والتماهي معها، وخلق الفرص الجديدة بالموجود أو من العدم.
«إن لم يعجبك مكانك قم بتغييره، أنت لست شجرة» -«جيم رون»