رمضان جريدي العنزي
(المطفوق) شخص كثير الاستعجال، سريع التصرف، كثير الحركة، غير متزن، ولا هادئ، ما عنده حكمة بالغة، ولا رأي صائب، ولا يتمعن في الأمور، و(يهبش) في الكلام، مزاجه متقلب، يميل نحو النرجسية، لا يحب النقد والتصويب، ويطرب للمدح والإشادة، ويهوى الضوء والصورة، ودائماً ما يقع المطفوق في مآزق ومطبات بسبب رعونته واستعجاله وعدم تقديره لعواقب الفعل والكلام.
يوصف الشخص المطفوق في ثقافتنا الشعبية بأنه (مرجوج) أو (مصرقع) نتيجة فرط الحركة، لا يستقر ولا يرتاح، ودائماً في (هجولة) مستمرة، ينطبق عليه المثل الشعبي: (هليل لا ينام ولا يقيل)، يحسب نفسه الوحيد الفاهم العارف في الأمور كلها، وانه المدرك الواعي، الذكي اللماح، وغيره لا يعي ولا يفهم، ولا يملك الوعي والإدراك.
المطفوق دائماً ما يرتكب الأخطاء ضد الغير بقصد ومن غير قصد، لأنه يمارس السلوك غير المنضبط في التعامل مزحاً وجداً، فكر المطفوق لا يستقر على حال، فهو من تصور لتصور، أسلوبه غالباً فج غير لطيف ولا مهذب، مضطرب داخلياً، ومتأزم نفسياً، مترنح ومتأرجح في الحركة والكلام وقلة التركيز، عبثي وفوضوي، كالطفل ما عنده تقدير للكلام والمواقف، يسرد القصص والحكايا وينسجها نسجاً من واقع الخيال، حتى أنه يحاول أن يجبرك أن تصدقه بأن حليب (الأرنب) أكثر فائدة من حليب (الخلفة)، يخرج من موضوع لموضوع دون مبرر، ويحاول أخذ دور الآخرين دون استئذان، ويصادر حق الآخرين في الرأي والنصيحة والمشورة، فضولي بدرجة عالية، له صخب و(دوشة) على غير (سنع)، كثيراً ما يصبح الطفوق مجالاً للتندر والنكتة في الاستراحات والمجالس والمناسبات، لأن المطفوق يرتكب حماقات تجعله تحت الضوء، المطفوق يحب الفزعة والمساعدة، لكن النتائج دائماً تأتي عكسية وسالبة، ودائماً ما ينطبق عليه المثل: (جاء يكحلها أعماها)، يود أن يكون له حضور في كل حدث ومحفل ومناسبة، لكنه في كل مرة (يجيب العيد).
المطفوق شخصية غير متزنة، يحتاج إلى تعديل سلوك، و(ركادة)، قال الشاعر العربي:
خذ الأمور برفق واتئد أبداً
إياك من عجل يدعو إلى وصب
ويقول الشاعر الشعبي مسفر جمعان الصفا:
أنا أحب الركاده لنها ميزان للرجال
تكبّر هيبته وتثبته وتعز ميقاف
تصونه عن خفيفين العقول وزمرة الجهال
ما يرثع في تناجير الظلال بكل مهيافه