أحمد القحطاني
يبدو أن متلازمة «أنا المدير» بدأت في الانتشار مؤخرا، وخاصة ممن تقلدوا المنصب حديثا أو ممن تكونت عندهم صورة مشوهة عن فن الإدارة وأمنوا العقاب، وبعد مراجعة الردود وتواصل المتابعين معي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بي، وجدت أن هذه المتلازمة بدأت بالانتشار أو قد تكون منتشرة بالفعل، وهو امر يجب أن يأخذ حيزه من النقاش والتوعية سواء من قبل الإعلام الجديد أو الإعلام التقليدي الرصين.
فواجبات المدير وصلاحياته تبتدئ وتنتهي عند متابعة أداء الموظفين والحرص على تحقيق مستهدفات المنظمة فقط لا غير، فالمدير يجب أن يوفر بيئة داعمة ومحفزة على الابداع بل ومريحة لكي يركز أعضاء الفريق على تأدية أعمالهم بلا ضغوط وبجودة عالية؛ فالموظف المضغوط -إن صح التعبير- لن يركز على اهداف المنظمة بل سينصب جل تفكيره وجهده على إزاحة هذا الضغط أو مسبباته، وبناء عليه لن يصبح عضوا فعالا في المنظمة.
من أكثر المغالطات الإدارية انتشارا بحسب المتابعين، هي التعامل غير المألوف إداريا مع الموظفين؛ فالإشارة لأعضاء فريق القسم أو الإدارة ب أبنائي، فريقي، «تيمي» يضعهم في موضع ليس محببا لهم ولا يليق ببيئة عمل مهنية، فالموظف -غالبا- لا يرغب بأب أو بأم في بيئة العمل بل يرغب بمدير مباشر داعم وممكن وواضح لا أكثر ولا أقل، وكذلك تواجد «ي» الملكية في وصف الموظفين تفقدهم اهميتهم وأثرهم على المنشأة وتخلق ارتباطا وهميا وغير صحي بالمدير.
ولكي لا نقع في فخ تسطيح ما هو مهم، تجب الإشارة إلى أن هذه الطريقة في الإدارة تجعل التجاوزات الإدارية امرا مسلما به, فيصبح الحرمان من الحقوق كالإجازات والعمل الإضافي مبنيا على «حب» أو «كره» المدير للموظف، او مدى تجاوب الموظف في هذه العلاقة غير الصحية من عدمه، ويصبح العمل خارج ساعات العمل أمراً واجباً، بل يتم اقصاء الموظف المهني الذي يصب جل اهتمامه بمؤشرات آدائه ويصبح موظفا غير مرغوب فيه، لأنه لا يناسب على حد زعم هذا المدير ما يسمى «ثقافة المنشاة».
** **
- خبير موارد بشرية