أ.د.عثمان بن صالح العامر
كثيرة هي السمات والصفات التي يتميز بها صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعد بن عبد العزيز أمير منطقة حائل، وسبق أن كتبت في هذه الزاوية عن طرف من أخلاقيات وقيم وسجايا وخصائص (وجه السعد) التي جعلت له في وسط الحنايا منزلاً، وعلى اللسنة ذكرا، وفي المناسبات الاجتماعية تواجداً وقربا، كيف لا وهناك جمع حائلي على حبه حفظه الله. ومن بين ما تفرد به صاحب السمو - بما حباه الله عز وجل من إحساس مرهف، وتفكير عميق، وذهنية حاضرة، وتأمل واستشراف - كونه ملهماً لكل من عرفه واستمع لمقولاته أو قرأها واطلع عليها، من ذلك مثلاً:
- إنه أعاد في ذهنيتنا جمالية اللهجة الحائلية حين تحدث ببعض كلماتها وكأننا نسمعها أول مرة، حتى صارت اليوم أسماءً لمحلات تجارية تزدان بها شوارع المنطقة، وتتكرر على الألسنة، ويبحث الأكاديميون في قواميس اللغة عن دلالتها.
- وعندما قال قولته المشهورة: (حائل قد تكون هي الوحيدة على وجه الأرض التي لا تحتاج مرآة لكي تتجمل، هي جميلة، الله خالقها جميلة، فالحمد لله) اعترتنا نشوة العشق الحائلي، فنفضنا عن أنفسنا غبار الألف الذي هو غطاء ثقيل يحجب الرؤية المبصرة، ومن ثم بدأت تظهر لنا مكامن الجمال بين جنبات أرض الجبلين الرائعة وكأننا نراها أول مرة.
- وفي أكثر من مناسبة وجه دعوته وفقه الله للمستثمرين والسائحين قائلاً: (حائل لم تعد لأهل حائل وحدهم بل هي اليوم عالمية) الأمر الذي فتح أعينهم على هذا الجزء من الوطن العزيز فكان أن تسابق رجال الأعمال للاستثمار في المنطقة، وفي ذات الوقت سجلت حائل الأعلى نمواً في إنفاق السياح الدوليين بنسبة نمو (491 %).
- وفي المجال البيئي قال رعاه الله: (منطقة حائل لديها المخزون الهائل الذي أثرى من قدرتها بالتميز الطبيعي المتنوع، وواجبنا تجاه هذا التميز المحافظة عليه بمفهوم ثقافي وبيئي واقتصادي) فكان هذا التميز والتنوع عنصر جذب، وباعث نظر وتفكر في طبيعة هذه المنطقة الساحرة لدى المواطن والزائر السائح على حد سواء.
- أما عنا نحن الحائليين فيكفي في هذا المقام القول: (اذا حضر أهل حائل فأنا حاضر، وإذا حضرت أنا فحضوري حضور لهم وعنهم) وهذا يعني التماهي الكامل مع الشخصية الحائلية بكل مكوناتها وسماتها وعاداتها وتقاليدها، مما جعل المهتمين بدراسة الهوية والشخصية يعكفون على استخلاص أبرز الملامح الحائلية، فضلاً عن المغردين والسنابيين الذين عكست مقولاتهم ومقاطعهم شيئا من هذا التماهي الذي أشار إليه سمو الأمير، وفي نفس الوقت محاولة سبر أغوار الشخصية الحائلية، فضلاً عن السؤال حيال سر هذا التماهي الكبير بين الأهالي وأميرهم المحبوب الذي نعتوه بـ(وجه السعد)، ولعل من بين صور التماهي حرص سموه الكريم وسمو نائبه حفظهما الله مشاركة إنسان المنطقة أفراحه والاستجابة الكريمة لدعوته زيارته في منزله، وكذا الحال عندما تكون الأتراح لا سمح الله.
- أما عن الدوائر الحكومية والقطاع الخاص والجمعيات الخيرية والأهلية التابعة للمركز الوطني لتنمية القطاع الربحي (أشخاصاً وكيانات) فقد استقوا الإلهام الأميري من جائزة صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعد بن عبد العزيز السنوية (بصمة) التي هي في ذاتها اسم ودلالة الهام وفق الله له سمو الأمير، وفي ذات الوقت كانت وما زالت ملهمة في مجالاتها وفروعها المختلفة، حفظ الله قادتنا وأدام عزنا ونصر جندنا ودمت عزيزاً يا وطني وإلى لقاء والسلام.