دهام بن عواد الدهام
حين تفضّل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- بإطلاق رؤية المملكة المباركة 2030 لم تكن برنامجاً وقتياً لتحقيق هدف مؤقت بل كانت رؤيةً طموحاً لكل جوانب التقدم في المملكة من خلال محاورها الثلاثة مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، والوطن الطموح.. تتخلل هذه المحاور عدة برامج لتنفيذ هذه الرؤية.. منها برنامج جودة الحياة والذي تم الإعلان عنه في 17 شعبان 1339هـ والذي يُعنى بتحسين حياة الفرد والأسرة من خلال تهيئة البيئة اللازمة لدعم واستحداث كل ما هو مفيد، ويسهم في الارتقاء بحياة الفرد والأسرة وجودة المعطيات لهذه النقلات والتي من أهمها تعزير مكانة المدن السعودية من خلال تهيئة بيئة تتناسب مع هذه الطموحات لتكون مدننا من أفضل المدن.. وانطلاقاً لتحقيق أهداف هذه الرؤية أطلقت وزارة الشؤون البلدية والقروية مبادرة أنسنة المدن، بهدف تحسين جودة الحياة في المدن وتحسين المشهد الحضري في المرافق البلدية وممرات المشاة.
وتحقيق مفهوم «أنسنة المدن» الذي يتمثل في التركيز على البعد الإنساني في تصميم الطرق والحدائق والأماكن العامة، إذ يجد الإنسان مساحات خضراء كافية وكذلك مساحات وممرات للرياضة والنزهة وسهولة وانسياب الحركة دون عوائق، وتذليل صعاب التحرك لذوي الهمم، وكذلك مراعاة الجوانب الجمالية والفنون التي تمارس في الأماكن العامة.
«أَنْسَنة المدن» هي تعزيز البعد الإنساني في المدن، وتمثِّل التحوُّل من سلبية المكان إلى الإيجابية الذي تنتُج فاعليَّته من نسيجٍ عمراني ييسِّر للإنسان ويحقِّق للجماعة تشكيل هويَّتها الاجتماعيَّة، وتعزيز تنمية المدن، والتي تعمل على متابعتها وقياسها عبر 8 مسارات رئيسية، وهي: (التخطيط العمراني، المشهد الحضري، البنية التحتية، النظافة والصحة العامة، التشريعات، والامتثال، التخصيص، والبلديات الذكية)، حيث تتضمن هذه المسارات 22 مؤشراً لقياس مدى تقدمها وإسهامها في تحسين جودة الحياة في المدن، وتحقيقاً لهذا الهدف تتضمن هذه الرؤية برنامج أنسنة الشوارع الذي يستهدف كما هو واضح من مسماه - «الإنسان» في المقام الأول والاستثمار في طاقاته، مع مراعاة البعد الإنساني في التطور والتنمية العمرانية بتحسين الهوية البصرية وإقامة الساحات والمناطق المفتوحة والساحات الخضراء.
الرياض الخضراء..
يعد مشروع الرياض الخضراء.. أحد مشاريع الرياض الكبرى التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- بتاريخ 12-7-1440هـ وتحت إشراف لجنة المشاريع الكبرى التي تلقى اهتمام ورعاية رئيس اللجنة صاحب السمو الملكي سيدي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -سلمه الله-، هذه المشاريع تأتي في إطار تحقيق أحد أهداف رؤية المملكة 2030 برفع تصنيف الرياض المدينة بين مدن العالم.. وتزامناً مع مبادرات سموه الكريم الشرق الأوسط الأخضر (مبادرة إقليمية تقودها المملكة بهدف الحدّ من تأثيرات تغير المناخ على المنطقة، والعمل المشترك لتحقيق أهداف العمل المناخي العالمي. ومن خلال توسيع التعاون الإقليمي وإنشاء بنية تحتية كفيلة بخفض الانبعاثات وحماية البيئة، يمكن لهذه المبادرة أن تحقق نجاحاً كبيراً في الجهود العالمية لمكافحة التغيرات المناخية التي أعلنها سمو ولي العهد -حفظه الله- في نوفمبر 2022 أن المملكة تعتزم تشكيل واستضافة الأمانة العامة لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر، مع تخصيص 2.5 مليار دولار أمريكي دعماً لمشروعات المبادرة وأنشطة الحوكمة، وذلك بهدف تسريع تنفيذ المبادرات وتحقيق أهداف مبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي تهدف إلى زراعة 50 مليار شجرة في أنحاء الشرق الأوسط)، أيضاً تساهم مبادرة السعودية الخضراء بدور محوري في تحقيق أهداف المناخ العالمية، وتمهد الطريق نحو غدٍ أكثر استدامة عبر اتباع نهج استثماري يشمل جميع فئات المجتمع.
الرياض الخضراء..
يهدف هذا المشروع - الرياض الخضراء - في زيادة المساحات الخضراء وتكثيف التشجير في كافة أرجاء المدينة مع الاستفادة الأمثل للمياه المعالجة في أعمال الري.. هذه الأهداف تساعد على جودة الحياة في الأحياء خاصة وفي المدينة عامة من خفض درجات الحرارة وجودة الهواء ومجالات أكثر حيوية للسكان لممارسة رياضاتهم والتنزه في المساحات الخضراء. وبحسب موقع (الرياض الخضراء) https://riyadhgreen.sa، يتضمن هذا المشروع 541 كم2 من المساحات الخضراء و7.6 مليون شجرة و1100كم2 من الأحزمة الخضراء و16400كم2 من الطرق، مع كل هذه المعطيات والإنجازات العظيمة التي نلمسها على أرض الواقع وفي الحي الذي أقطنه زاد عدد الحدائق إلى أكثر من3 أضعاف السابقة، ولي أمل في القائمين على الرياض الخضراء مراعاة التالي:
أولاً.. عرض الأرصفة في الأحياء السكنية الخالصة أكبر من اللازم خاصة، وأن حركة السكان داخل الأحياء لا تشير إلى ازدحام يتطلب هذه المساحة.
ثانياً.. ما لاحظته من نوع الأشجار التي زرعت في الجوار ربما لا تتناسب مع الأجواء وحاجتها إلى كميات المياه وعديمة الظل، وفي نظري لو تم التركيز على أشجار ذات ظل وقليلة الحاجة للمياه مثل أشجار السدر والخبيز الساحلي لربما كان أجود وأنفع (مركز الغطاء النباتي أعلن إدراج زراعة شجرة السدر، في كافة مناطق المملكة).
ثالثاً.. تأخر المقاولين لتنفيذ بعض الأعمال المكلفين بها مع يقيني أن الشركة تتابع أعمال المقاولين وتحرص على التنفيذ في الوقت المنصوص عليه في العقود وتتابع أعمال التنفيذ بما يحقق أهداف المشروع وسرعة تنفيذه بإتقان وجودة إلاّ أن البطء ملحوظ في تنفيذ هذه المشاريع.
تمنياتي لعاصمتنا الحبيبة الازدهار والتقدم الدائم، والله ولي التوفيق.